للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ثَبَت ذلك: فجَوَابُ "إذا" هُنا مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عليه ما قبْلَها، أي: "إذا أحْدَث أحدُكم لا يَقبَلُ اللهُ صَلاته حَتّى يتوضّأ". (١) وسَيأتي القَولُ على "إذا" بزيادةٍ على هذا في الحديث الثّاني من "السواك".

قال أبو حيّان: خَرَجَت "إذا" الشَّرْطيّة عن أخوَاتِها بأنّها إذا كَان جَوَابُها نَفيًا جَاز سُقُوطُ الفَاء منه، نحو قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ} [الجاثية: ٢٥]. (٢)

وقد تجيءُ "إذا" مُجَرَّدَة من مَعْنى الشَّرْط، نحْو قَوْله تَعَالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: ١]. (٣)

قال ابنُ مالك: وقد جَاء الجزْمُ بها في الشِّعْر وفي النَّثر، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعَليٍّ وفاطمَةَ: "إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُما تُسَبِّحَا اللهَ تَعَالى ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ" (٤) بحَذْف عَلامَة الرَّفْع (٥)، وكذا: "تَحْمَدَا" و"تُكَبِّرا". (٦)

وجَاءَ الجوَابُ المُقَدَّر هُنا مَنْفيًّا بـ "لا"، كَقَوْله تَعَالى: {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ} [يس: ٢٣]. (٧)


(١) راجع: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٤٢٩).
(٢) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٢٢٩، ٢٣٠)، (٧/ ٤٢٩)، الجنى الداني (ص
٣٦٩)، مغني اللبيب (ص ١٣٣)، أمالي ابن الحاجب (١/ ١١٥).
(٣) انظر: الجنى الداني (ص ٣٧٠)، أمالي ابن الحاجب (١/ ١١٥).
(٤) مُتفقٌ عليه: رَوَاه البخاري (٣١١٣) ومُسْلم (٨٠/ ٢٧٢٧)، من حديث عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
(٥) أي: النون في قوله: "تُسَبِّحَا".
(٦) انظر: شواهد التوضيح (ص ٧١، ٧٢، ٢٥٦)، فتح الباري (٢/ ٢٠٥)، عُمْدة القَاري (٥/ ٢٥٥)، إرشاد الساري (٥/ ٣٦٩)، عُقود الزَّبَرجَد (١/ ٤٥٥).
(٧) انظر: فَتحُ القديرِ الجامع بين فنَّيِ الرِّواية والدِّراية للشوكاني (٤/ ٤١٩)، التبيان في =

<<  <  ج: ص:  >  >>