للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمسّها مَاء". ويحتمل أن لا يخصّ تلك الأعْقَاب التي رآها، وتكون للأعقاب التي صفتها هَذه الصّفة التي لا تعمّ بالطُهر. ولا يجُوز أنْ تكُون الألِف واللام للعُموم المطْلَق (١).

وقد رُوي في بعض الروايات: "رَآنَا وَنَحْن نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا" (٢).

وقوله: "مِن النّار": "مِن" لابتداء الغَاية، ويحتمل أن تكُون بمعنى "في" كما قيل في قوله تعالى: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} فاطر: ٤٠، (٣)، وعلى قَول مَن فسّر "الويل" بأنّه "واد في جهنم" تكُون "مِن" للتبعيض؛ لأنّ "جهنم" بعض دَرَكَات النار، وهي المختصّة بعُصَاة المؤمنين، ثم لك أن تُعلّق "مِن النار" بمتعلّق الخبر.

ولا يتعلق "من النار" بصفة لـ"ويل" إذا جعلت الخبر في "للأعقاب"؛ لأنه لا يفصل بين الصفة والموصوف بالخبر (٤).

ولا يتعلق "من النار" بالمصدر نفسه، ويجعل "للأعقاب" مُتعلقًا بالخبر؛ لأنّ المصدر لا يفصل بينه وبين متعلّقه بالخبر. (٥)

وقد قيل: إنما يمتنع ذلك في المصدر المنحلّ إلى "أنْ"، وأمّا غيره فلا (٦)، وهو


(١) انظر: فتح الباري (١٠/ ٥٥٣)، وعمدة القاري للعيني (٣/ ٢١)، ١٩/ ٢٨٢).
(٢) متفق عليه: البخاري (٦٥)، ومسلم (٢٤١/ ٢٧).
(٣) انظر: حروف المعاني والصفات (ص ٧٦)، ومغني اللبيب (١/ ٤٢٤) ٥٥٣)، وحاشية الصبان (٢/ ٣١٦)، وشرح التصريح (١/ ٦٤٠).
(٤) انظر: الخصائص (١/ ١٤٧)، وشرح ألفية ابن معطي (٢/ ١٣٩٥)، وحاشية الصبان (٣/ ٤٠)، شرح الجمل (٢/ ٦٠٧)، والمقرب لابن عصفور (١/ ٢٢٨)، خزانة الأدب (٣/ ٤٢٢).
(٥) انظر: شرح الكافية الشافية (٢/ ١٠١١)، وأوضح المسالك (٣/ ١٧٥)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٩٧)، وحاشية الصبان (٢/ ٤٢٧).
(٦) انظر: شرح الكافية الشافية (٢/ ١٠١١)، وأوضح المسالك (٣/ ١٧٠)، وشرح ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>