للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابنُ الأثير: المحفوظ بكسر "الباء"، ويُروى بفتحها، وهو منسوب إلى "مَنبِج" المدينة المعروفة، وهي مكسورة "الباء"، ففتحت في النّسب، وأُبدَلت "الميمُ" همزة. وقيل: إنها منسوبة إلى موضع، واسمه "انبجان"، وهو أشبه؛ لأنّ الأول فيه تعسّف. وهو "كساء يتّخذ من الصّوف، وله خُمل، ولا عَلَم له"، وهي من أدوَن الثّياب الغَليظة (١).

وإنما بعَث "الخميصة" إلى أبي جهم؛ لأنّه كَان أهْدَى للنبي - صلى الله عليه وسلم - خميصة ذات أعْلام، فلما أشغَلته في الصّلاة قال: "ردّوها عليه، وائتوني بأنبجانيته"، وإنما طَلَبها منه لئلا [يُؤثر] (٢) رَدُّ الهَديّة في قلبه.

و"الهمزة" فيه زائدة في قَول (٣).

و"إلى أعْلامها" يتعلّق بـ "نَظَرَ".

و"نَظْرَة" مصدَر مُؤكِّد، ويُفيد وحْدة العَدَد، ولا يتعلّق بـ "نظرة"؛ لأنّ معمُول المصدَر لا يتقَدّم عليه (٤). وتقدّم الكلام على عمل المصدَر في الثّاني من أوّل الكتاب.

ويحتمل أن يتعلّق بصفة لـ "نظرة"، أي: "فنظر نظرة كائنة إلى أعْلامها"، فلما تقدّم انتَصَب على الحال.


(١) انظر: فتح الباري (١/ ٤٨٣)، وشرح النووي على مسلم (٥/ ٤٣)، وغريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٤٣)، والمخصص (١/ ٣٩١)، ولسان العرب (٢/ ٢٠٩)، وتيسير العلام شرح عمدة الأحكام (١/ ٢٢٨).
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٧٣).
(٤) هذا إذا لم يكن ظرفًا ولا جارًا ومجرورًا، فإنه يتوسع فيهما ما لا يتوسع في غيرهما. انظر: حاشية الصبان على شرح الأشموني (١/ ٣١٥). وقال ابن هشام: "إنما يمتنع تقدم معمول المصدر عليه إذا قُدِّر المصدر بحرف مصدري وفعل". انظر: مغني اللبيب (ص ٥٦٩)، وحاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٤/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>