للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل أن تكون "ما" هنا موصولة بمعنى "الذي" لو ثبت رفع "بدنة" في الرّواية، أي: "كأن الذي قربه بدنة"، فتكون "ما" مع صلتها اسم "كان"، و"بدنة" خبرها، والعائد على "ما" ضمير محذوف، لكن يتوقف ذلك على الرّواية.

وفي الكلام محذوف، أي: "من اغتسل يوم الجمعة، وراح إلى الصلاة".

قال في التسهيل: يلحق بمعنى "صار": "كان"، و"أصبح"، و"أضحى"، و ["أمسى"] (١)، و"ظل".

ويلحَق بها ما رادفها من: "آض"، و"عاد"، و"آل"، و"رجع"، و"استحال"، و"تحول"، و"ارتد"، و"قعدت كأنها حربة".

قال: والأصحّ أن لا يلحَق بها "آل" ولا "قعد" مُطلقًا، وأن لا يجعل من هذا الباب: "غدا" و"راح" ولا "أسحر" و"أفجر" و"أظهر" (٢).

قال ابنُ مالك في "تحفة الراغب" (٣): التحقيقُ أنّ "غدا" و"راح" ليسا من هذا الباب، بل هي أفعال تامة، والمنصوبُ بعدها على الحال؛ لأنّ خبرها لا يصحّ أن يكون معرفة، وخبر أفعال هذا الباب يصلح أن يكُون معرفة، فلا تكون حالًا؛ لأنّ شرطها التنكير (٤).

فـ "راح" هنا متعدٍّ بحرف الجر، فلا يكُون لها اسم وخبر إلّا عند مَن جعل لها ذلك، فيكون خبرها محذوفًا، أي: "من راح قاصدًا للمسجد في الساعة الأولى".

قوله: "قَرّب بدنة": المعنى: "أهدَى بدنةً"، ومنه: "القُربان".


(١) في الأصل: "فإنما"، والمثبت من (ب).
(٢) انظر: تسهيل الفوائد (ص ٣٥، ٥٤).
(٣) لم يذكر أحد فيما طالعت من كتب اسم هذا الكتاب من كتب ابن مالك.
(٤) انظر: شرح التسهيل (١/ ٣٤٧، ٣٤٨)، وشرح الكافية الشافية (١/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>