للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "مَن ذبح قبل أن يُصلي": "مَنْ" شرطية، محلّها رفع بالابتداء، وتقدّم الكلام عليها في مواضع، فلتُنظر في الرّابع من أوّل الكتاب.

قوله: "فليذبح أخرى": "الفاء" جواب الشرط، و"اللام" لام الأمر، وتقدّمت "لام" الأمر في الرّابع من الأوّل. و"أخرى" صفة لمحذوف تقديره: شاة أخرى. و"أخرى": تأنيث "آخر"، و"أَأْخَر" أفعل التفضيل، فهو لا ينصرف للصّفة والوزن، و"أخرى" لا تنصرف للتأنيث اللازم.

قال ابنُ هشام: "أخر" في نحو: "مررت بنسوة أُخَر" جمع لـ "أخرى"، و"أخرى" تأنيث "آخر" بالفتح، بمعنى "مغاير"، وهو من باب اسم التفضيل، واسم التفضيل قياسه أن يكون في حالة تجرّده من "ال" والإضافة مُفردًا مُذكّرًا، نحو: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ} [يوسف: ٨]، ونحو: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} إلى قوله: {أَحَبَّ} [التوبة: ٢٤]، فكان القياس أن يُقال: "مررت [بآخر"] (١)، و"بنساء آخر"، و"برجال آخر"، و"برجلين آخر"، ولكنهم قالوا: "أُخرى"، و"أُخَر"، و"آخرين"، قال الله تعالى: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: ٢٨٢]، {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤]، {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا} [التوبة: ١٠٢]، {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ} (٢) [المائدة: ١٠٧]، فهذا هو حقيقة العَدْل عن صيغته الأصليّة (٣).

وإنما خصّ النحويون "آخر" بالذّكر: لأنَّ في "آخر" وزن الفعل، وفي "أخرى" ألِف التأنيث، وهما أوضَح من العَدْل.

وأمَّا "آخِرون" بكسر "الخاء"، و"آخِران" فمعربان.


= (ص ٣٠٢)، وشرح الكافية الشافية (٣/ ١٢٠٦).
(١) في الأصل: "اخر". والمثبت من (ب).
(٢) بالأصل: "وآخران".
(٣) انظر: شرح قطر الندى (٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>