للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فبَعَث مُناديًا" أي: "أرسَل مُناديًا". ويحتمل أن يكُون بمعنى: "أمر مُناديًا"، ويكُون "بَعَث" بمعنى قولهم في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "فَبَعَثْنا البَعِيرَ" (١)، أي: "أقمناه" و"أثرناه" (٢).

و"مُناديًا": مفعول "بَعَث".

وسُمِّيَ "مُناديًا" باسم مَا آل إليه، من "النّداء"، أي: "بَعَث رجُلًا"، فحذف الموصُوف، وأقام الصّفة مقامه.

وقد تقدَّم أنه لا يجُوز حَذف الموصُوف إلَّا في مواضِع محصُورة، وإنما جاز هنا لأنَّ معنى الصّفة يدلّ على الموصُوف، وذِكْرُ ذلك تقدَّم في الثّامن من "باب صفة الصّلاة"، وفي الثّاني من "التيمم".

وجملة "يُنَادي" في موضع صِفَة لـ "مُناديًا"، وإعرابه مُقدّر، وتُقدّر حَركات إعراب الفِعل إذا كان مُعتلّ الآخر في حال الرّفع مُطلقًا، وفيما آخِره ["ألِف"] (٣) في حال النّصب لا غير.

وأمَّا "مناديًا": فمنقوصٌ، إعرابه في حالة النّصب لَفظًا، وفي حالتي الرّفع والجرّ تقديرًا (٤).

قوله: "الصّلاة جَامعة": استحسن الأكثرون النّصب في "الصّلاة" (٥) بتقدير: "احضروا الصّلاة". و"جامعة" حال من "الصّلاة" أي: "ذات جمع لكم"، ويكُون من


(١) متفق عليه: رواه البخاري برقم (٣٣٤)، ومسلم برقم (١٠٨/ ٣٦٧).
(٢) انظر: لسان العرب (٢/ ١١٧)، وتاج العروس (٥/ ١٦٨).
(٣) غير واضحة بالأصل. وتشبه: "ألفه". والمثبت من (ب).
(٤) انظر: همع الهوامع (١/ ٢٠٨)، وشرح الأشموني (١/ ٧٧، وما بعدها).
(٥) انظر: شرح النوووي على مسلم (١٨/ ٨٠)، وحاشية السندي على سنن ابن ماجه (٢/ ٤٦٧)، وحاشية السيوطي على سنن النسائي (٣/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>