للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبنية، لتضمنها معنى حرف الشرط (١).

فـ"أين" هنا في موضع نصب بالفعل بعدها، نصب الظروف. ويحتمل أن تكون بمعنى "كيف"؛ فيكون موضعها حَالًا (٢) من "يده"، أي: "في أي حالة باتت يده".

وتقَدّم "أين" على العامل لما فيه من معنى الاستفهام.

و"أين" و "أنى" أخوات في الشرط والمكان، لكن يختلف المعنى إذا قدّرت "أين" بـ "كيف"، فتأمله (٣).

والجملة من قَوله: "أين باتت يده؟ " في محلّ مفعُول "يَدْري".

وعَلّق الاستفهام الفِعْل عن العَمَل فيه، لأنّ الاستفهام لا يَعْمَل فيه ما قبله، وقد تقَدّم.

واعلم أنّك تقُول: "أين زيد قائم؟ " و"قائمًا"، على أن يكون "زيد" مبتدأ، والخبر في الظرف الذى هو "أين"، فيكون فيه استقرار مقدّر ليتعلّق به الظرف، وحقّه أن يقدّر العامل مؤخرًا عن الظرف المتضمّن للاستفهام. فإن رفعت "قائمًا" كان خبرًا عن "زيد"، وكان "أين" منصوبًا به. وإن نصبت "قائمًا" نصبته على الحال من ضَمير الاستقرار في الخبر. (٤)


(١) راجع: إرشاد الساري (٩/ ٤٠١)، الهمع (٢/ ٥٥٤).
(٢) انظر: فتح الباري (١/ ٢٦٤)، وعمدة القاري (٣/ ١٩، ٢٠).
(٣) انظر: شرح المفصل (٣/ ١٣١)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٥٨٠)، واللمع لابن جني (ص/ ٢٢٩)، همع الهوامع (٢/ ٥٤٦)، وشرح التصريح (٢/ ٣٩٨)، والصاحبي (ص ١٠١)، وأصار العربية ص ٢٦٨، وشرح الأشموني (٤/ ٩)، وشرح الشذور للجرجوري (٢/ ٥٩٩)، توضيح المقاصد (٣/ ١٢٧٤).
(٤) انظر: اللمع لابن جني (ص ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>