للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعطف عليه "وخرجنا نمشي"، وجملة "نمشي" في محل الحال، وهي حال مؤكدة؛ لأن خروجهم من المسجد لا يكون إلا لمشي.

وتشبه هذه الحال قوله:

إذَا كُنْتَ رَبًّا للقَلُوصِ فَلَا تَدَعْ ... رَفِيقَكَ يَمْشِي خَلْفَها غَيرَ رَاكِبِ (١)

لكن المؤكّدة في البيت: "غير راكب".

قوله: "فسألت": الضمير في "سألتُ" للراوي عن أنس. وتقدم الكلام على "الأول" في الحديث الأول من الكتاب.

وتقدم أن همزة الاستفهام إذا دخلت على الاسم كما هي هنا وجاء الفعل بعده أشعر بوقوع الفعل في الوجود، والاستفهام عن صدور ذلك الفعل من المخاطب أو من غيره.

بخلاف ما إذا ولى الاستفهام الفعل فإنه ليس فيه إشعار بوقوعه.

فإذا قلت: "أنت ضربت زيدًا؟ "، أشعر بوقوع الضرب بزيد، لكنك استفهمت عن إسناده للمخاطب.

وإذا قلت: "أضربت زيدًا؟ "، استفهمت عن إسناده له، ولا إشعار فيه بالوقوع.

قال أبو حيان: ونص على هذا أبو الحسن الأخفش (٢).

وهذا التركيب في الحديث من القسم الأول؛ لأن تقدير الكلام: "الرجل الأول دخل ثانيًا؟ "، فالدخول معلوم، والرجل عند المستفهم مجهول، هل هو الأول


(١) البيت من الطويل، وهو لحاتم الطائي. انظر: الحماسة البصرية (١/ ١٢٨).
(٢) انظر: البحر المحيط (٤/ ٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>