للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها ما اشتق من اسم الحدَث الذي اشتق منه العامل كـ "مذهب"، و"مرمى"، كقولهم: "ذهبتُ مذهب زيد"، و"رميتُ مرمى عمرو".

فلو كان مشتقًا من غير ما اشتق منه العامل، كما في نحو: "ذهبتُ في مرمى عمرو"، و"رميت في مذهب زيد"، لم يجز في القياس أن يُجْعل ظرفا، وإن استعمل شيء منه ظرفًا عُدَّ شاذًّا، كقولهم: "زيد مني مقعد القابلة"، و"عبد الله مناط الثريا"، و"زيد مزجر الكلب"، فلو أعمل في المقعد "قعد"، وفي المناط "ناط"، وفي المزجر "زجر"، لم يكن في ذلك شذوذ ولا مخالفة للقياس.

وأما غير المشتق من فعل الحدث من أسماء المكان المختصة، نحو: "الدار" و"المسجد" و"الطريق" و"الوادي" و"الجبل"، فلا يصلح للظرفية أصلًا (١).

و"على": تقدّم الكلام عليها في الخامس من "الجنابة".

قوله: "فقام في وسطها": معطوفٌ على محذوف، أي: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على جنازة، فقام في وسطها".

ويجوز عطفه على "صليت"، ولا تعتبر المشاكلة في عطف الجمل على [رأي] (٢) الأكثرين. (٣)


(١) انظر: شرح التسهيل (٢/ ٢٢٥، ٢٢٦)، وهمع الهوامع (٢/ ١٤٩، ١٥٠)، وشرح قطر الندى (ص ٢٣١)، وشرح شذور الذهب للجوجري (٢/ ٤٣٥)، شرح ابن عقيل (٢/ ١٩٥ - ١٩٧)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٠٩، ٢١٠)، وشرح التصريح (١/ ٥٢٤، ٥٢٥)، وشرح الشذور لابن هشام (ص ٣٠٤، ٣٠٥)، واللمحة (١/ ٤٤٥، ٤٤٦).
(٢) سقط من النسخ.
(٣) انظر: تفسير ابن عرفة (٢/ ٤٤١)، التعليقة على كتاب سيبويه (١/ ١٢٨)، شرح التسهيل (٢/ ١٤٢)، الهمع (٢/ ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>