للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومتى قدَّرت زيادة "من" جاز في "تصاوير" النصب بالعطف على محل "حُسنها" ويكون من عطف مفعول على مفعول.

قوله: "فرفع رأسه": فعل وفاعل ومفعول، معطوف على ما قبله، و"الفاء" سببية، وكذلك "فقال"، ويحتمل أن يكون معطوفًا على محذوف، أي: "فسمع كلامهم فرفع رأسه فقال".

"أولئك إذا مات": جملة "أولئك" إلى آخرها منصوبة المحل بالقول، و"الكاف" هنا مكسورة على خطاب المتكلمة من جملة النساء، ويحتمل الفتح باعتبار الجنس.

وجملة "مات" في محل جر بالظرف إن كان العامل فيه الجواب، وإن كان العامل في "إذا" فعلها كانت في محل جزم به، وقد تقدَّم القول في ذلك في ثاني حديث من أول الكتاب.

وخبر "أولئك": جملة الشرط وجوابه.

ويحتمل معنى قولها: "فرفع رأسه" أحد أمرين: إما أن يكون جالسًا منكسًا رأسه لضعفه - صلى الله عليه وسلم -، أو يكون مضطجعًا فرفع رأسه لينظر إليهم، ويظهر لهم ما وجده - صلى الله عليه وسلم - من الغضب في وجهه، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يُعرف غضبه في وجهه.

قوله: "بنوا على قبره": أصل "بنوا": "بنيوا"، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، ثم اجتمعت "الألف" ساكنة و"واو" الضمير ساكنة، حذف "الألف" لالتقاء الساكنين.

و"على قبره": يتعلق بـ "بنوا".

و"مسجدًا": مفعول به. وفي جيمه الفتح والكسر، وهو فيهما بمعنى، ففي "الصّحاح": "المسجَد" بالفتح: "جبهة الرجُل". و"الآرابُ": "السبعةُ مساجد" (١).


(١) انظر: الصحاح (٢/ ٤٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>