للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأثير: سُميت "عجماء" لأنها لا تتكلّم، وكل من لا يقدر على الكلام فهو "أعجم مستعجم" (١).

و"العجماء جبار": مبتدأ وخبر، لكن بتقدير مضاف، أي: "جُرح العجماء"، وكذلك ما عطف عليه.

و"المعدِن": بكسر "الدال"، سمي بذلك؛ لأن الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء (٢).

و"البئر": مؤنثة، وجمعها في القلة: "أَبْؤر" و"أَبْآر"، وفي الكثرة: "بئار" و"بيار" بقلب "الهمزة" ياء (٣).

ومركز كل شيء "معدنه"، ومن ذلك: "جنات عدن" (٤).

وجملة "قال": في محل خبر "أنَّ"، وجملة "العجماء جبار" في محل معمول القول، وجملة "صلى الله عليه وسلم" لا موضع لها من الإعراب؛ لأنها معترضة بين اسم "أن" وخبرها، و"أن" في محل مفعول لمتعلق حرف الجر.

وتقدّم الكلام على "أبي هريرة" وما كان مثله من الأسماء المضافة في الحديث الثاني من أول الكتاب.

وفي قوله: "والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس" بَحْثٌ في المناسبة بينه وبين ما تقدَّم، إذْ أول الحديث في الضمان وعدمه، وآخره في "الركاز"، وهو من باب الزّكاة، ولعله لمَّا ذكر المعدِن وله حكمان: عدم ضمان من عطب فيه، والزكاة، فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - حكم ما جُهل حكمُه، وهو عدم الضمان في المعدن، والزكاة في الركاز. وقدَّم ذِكْر


(١) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ١٨٧).
(٢) انظر: الصحاح (٦/ ٢١٦٢)، والمغرب في ترتيب المعرب (ص ٣٠٦).
(٣) انظر: الصحاح (٢/ ٥٨٣).
(٤) انظر: الصحاح (٦/ ٢١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>