للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نائلي". (١)

قال "ابنُ السِّكِّيْت": يُقَال: "تَبَرّيتُ لمعْرُوفه تَبرِّيًا"، إذا "تعَرّضْتُ له". (٢)

فجَمْعُ "أهْلَة": "أهْلَات" و"أهَلَات" و"أهَالي"، زادُوا فيه "اليَاء" على غير قياس، كما جمعُوا "لَيْلًا" على "لَيَال". وقَد جَاء في الشِّعر: "آهال" مثل: "فَرْخٍ وأفْرَاخ" و"زَنْدٍ وأزْنَاد".

وتقُولُ: "فُلانٌ أهْلٌ لكذا وكذا ولا تقُول: "مُسْتَأهِل"، والعَامّة تقُوله. وقَد "أَهَلَ فُلانُ، يأهُل، ويأهِل، أُهُولًا أي: "تَزَوّج"، وكذلك "تَأهَّل". (٣)

قوله: "ثُم يغْتَسِل": "ثُمّ" للترتيب والمهْلَة. (٤) والحديثُ يحتمِل المهْلَة، ويحتمِل عَدَم المهْلَة فيها.

وقد تقَدَّم الكَلامُ عَليها (٥) في الحديثِ الثّاني مِن "الجنَابة"، وتقَدَّم كَوْنها لا مُهْلَة فيها في الحديثِ الرّابع من "العَيْد".

قوله: "ويَصُوم": أي: "يُعْتَدّ بصَوْم ذَلك اليَوم"؛ لأنّ نيته مِن الليل؛ ولذَلك قَالَ: "ويَصُوم"، فَأتَى بـ "الوَاو" المقْتَضية للجَمْع مِن غَير تَرْتيبٍ عند الأكثرين (٦).


(١) انظر: الصّحاح (٤/ ١٦٢٨، ١٦٢٩)، خزانة الأدب (٨/ ٩٢، ٩٣).
(٢) انظر: إصلاح المنطق لابن السّكيت (ص ١١٨)، الصّحاح (٢/ ٢٢٨٠)، درة الغواص في أوهام الخواص (ص ١١٥).
(٣) انظر: الصّحاح (٤/ ١٦٢٨، ١٦٢٩)، تهذيب اللغة (٦/ ٢٢٠، ٢٢١)، لسان العرب (١١/ ٢٨ وما بعدها)، المخصص (٤/ ٢٧١)، شرح المفصل (٣/ ٢٦٢ وما بعدها)، خزانة الأدب (٨/ ٩٢ وما بعدها، ٩٨)، تاج العروس (٢٨/ ٤٥).
(٤) انظر: مُغني اللبيب لابن هشام (ص ١٦٠، ٧١٣)، توضيح المقاصد والمسالك (٢/ ٩٩٨)، شرح الشذور لابن هشام (ص ٥٧٨)، شرح قطر الندى (ص ٣٠٣)، شرح الأشموني (٢/ ٣٦٥).
(٥) أي: على "ثُمّ".
(٦) انظر: نتائج الفكر (ص ٢٠٨)، جامع الدروس العربية (٣/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>