للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظَرفُ مَعرفة، نحْو: " [في الدّار] (١) رَجُل" و"عنْدك امرأة".

قَالوا: والصّوابُ ألّا يُشْترَط إلا الاختصَاص، وإلّا وَرَدَ عليه: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: ٣٨]، {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: ٧]، و"على كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابن آدم صَدَقَةٌ" (٢)، و"لكُلّ سَاقِطةٍ لاقِطَةٍ"، و"لكُلّ جَدِيدٍ لَذّة" (٣)، و"لكُلّ قَادِمٍ دَهْشَة". (٤)

قُلتُ: وانظُر إلى هَذه الأمثلة التي اعترض بها؛ كُلّها مُقترنة بـ "كُلّ"، وذلك لأجْل معنى فيها، وهو أنّها لَو عُرّفت بالألِف واللام لم يجُز إضافتها، وهي لا تُستَعْمَلُ إلا مُضَافة، ولأنّ فيها مَا يقُوم مَقَام التعريف، وهو العُموم. (٥)

*****

ويجبُ تقْديمُ المبتدأ إذا كَان: -

١ - اسم شَرْط، نحْو: "مَن يَقُم أقُم مَعه". أو اسم استفهام، نحْو قولك: "أيّ رَجُل قام؟ ". أو "كيف" أو "كَم" الخبَريّة، نحو قولك: "كَم رَجُل عِنْدك! ". أو "مَا" التعجّبية، نحو قولك: "مَا أحْسَن زَيدًا! ".

٢ - أو يكُون المبتدأ والخبر مَعْرفتين، أو نَكِرَتين، نحو قَولك: "زيد أخوك"، و"أفضلُ مني أفضل منك".


(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٢) مُتفقٌ عليه: البخاري (٢٧٠٧، ٢٨٩١) ومسلم (٧٢٠/ ٨٤)، من حديث أبي هريرة وأبي ذر - رضي الله عنهما -.
(٣) هو من أمثال العرب، وأصله بيتٌ - من الطويل - للحطيئة أو لضابئ، يقول فيه: "لكُلّ جَدِيد لَذَّة غير أننى. . رَأَيْت جَدِيد الْمَوْت غير لذيذ". انظر: جمهرة الأمثال للعسكري (٢/ ١٨)، المستقصى في أمثال العرب (٢/ ٢٩١).
(٤) راجع: مغني اللبيب (ص ٦١١).
(٥) انظر: البحر المحيط (٣/ ٦١٩)، جامع الدروس العربية (٣/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>