للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: وظاهِرُ كَلام الزّمخشري أنّ "إنْ" هُنا عامِلَة في ضَمير الشّأن، كأنّه قَال: "حتّى إنّ الشّأن [والحديث] (١) ". (٢)

وقَال أبو البقَاء في قَوله تعالى: {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: ١٠٢]: اسمُها محذوفٌ، أي: "وإنّا وجدنا". (٣)

فقَدّرَه غَير ضَمير الأمْر والشّأن، وضُعِّف، بل قَال بعضُهم: هو فاسِدٌ؛ لأنها إذا خُفّفت لا يكُونُ اسمها [إلا ظَاهرًا] (٤)، كقَوله تعَالى: {وَإِنَّ كُلًّا} (٥) على قراءةِ النّصب والتنوين. (٦)

قال ابنُ عصفور: ولا يكُونُ اسمُها مُضْمَرًا، إلّا في ضَرورة. (٧)

فتلخّص من ذلك أنّ الأكثرين على أنه لا عمل لـ "إن" المخفّفة، وسواء دخَلت على جملة اسمية من مُبتدأ وخبر، أو على جملة فعلية. (٨)


= (٥/ ١٢٦)، الإنصاف في مسائل الخلاف (١/ ١٥٩ وما بعدها).
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "في الحديث".
(٢) انظر: الكشاف (١/ ٢٠١)، (٢/ ١٣٦)، البحر المحيط (٥/ ١٢٦).
(٣) انظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ٥٨٥).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) سورة هود: ١١١.
(٦) انظر: البحر المحيط (٦/ ٢١٦ وما بعدها)، شرح التسهيل (٢/ ٣٣ وما بعدها)، مغني اللبيب لابن هشام (ص ٣٦، ٥٦، ٣٧١)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (١/ ١٥٩ وما بعدها).
(٧) انظر: البحر المحيط (٦/ ٢١٦، ٢١٧)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٢٤)، شرح جمل الزجاجي (١/ ١٨٢ وما بعدها)، الهمع (١/ ٥١٤).
(٨) انظر فيما سبق في "إن": البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ١٧، ١٨)، (٥/ ١٢٦)، (٦/ ٢١٦ وما بعدها)، الكشاف للزمخشري (٢/ ١٣٦)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ٥٨٥)، شرح التسهيل (٢/ ٣٢ وما بعدها، ٧٦)، مغني اللبيب (٣٦، ٣٧، ٣٠٥ =

<<  <  ج: ص:  >  >>