للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويطلق الرب في الشرع ويراد به عين معناه في اللغة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحِمهُ الله: "الرب سبحانه: هو المالك، المدبر، المعطي، المانع، الضار، النافع، الخافض، الرافع، المعز، المذل" (١).

ويقول العلامة ابن القيم رحِمهُ الله: "الرب هو السيد، والمالك، والمنعم، والمربي، والمصلح، والله هو الرب بهذه الاعتبارات كلها" (٢).

وقد بين ابن حجر رحِمهُ الله بعض معاني الرب فقال: "رب العالمين: أي مالك، أو سيد، أو مصلح، أو مربي، أو خالق، أو معبود" (٣).

وهو بهذا لم يخرج عما ذكره السلف وأهل اللغة في بيان معنى الرب، سوى تفسيره الرب بمعنى المعبود؛ فإنهما وإن كان بينهما تضمن وتلازم إلا أنهما متغايران (٤).

ولفظ: (رب) لا يطلق بغير الإضافة إلا على الله تعالى.

يقول ابن قتيبة (٥) رحِمهُ الله: "لا يقال لمخلوق: هذا الرب معرفًا بالألف واللام كما تقال لله، إنما يقال هذا رب كذا، فيُعّرف بالإضافة، لأن الله تعالى مالك كل شيء، فإذا قيل: الرب دلت الألف واللام على معنى العموم، وإذا قيل لمخلوق: رب كذا ورب كذا نسب إلى شيء خاص؛ لأنه لا يملك شيئًا غيره" (٦).

وفي تقرير هذا المعنى يقول ابن حجر رحِمهُ الله: "لا يطلق الرب بالألف


(١) مجموع الفتاوى (١/ ٩٢).
(٢) بدائع الفوائد (٤/ ١٣٢).
(٣) فتح المبين (ص ٨).
(٤) انظر: مدارج السالكين لابن القيم (١/ ٢٤) وما بعدها، مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٦/ ١٢١)، وللاستزادة: حقيقة التوحيد والفروق بين الربوبية والألوهية للدكتور علي العلياني (ص ١٠٥) وما بعدها.
(٥) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد، خطيب أهل السنة وأحد أئمة السلف، من مؤلفاته: تفسير غريب القرآن، تأويل مختلف الحديث، الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية وغيرها، توفي سنة ٢٧٦ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٩٦)، شذرات الذهب (٢/ ١٦٩).
(٦) تفسير غريب القرآن (ص ٩).

<<  <   >  >>