للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: موقفه من صرف العبادة لغير الله:

ذكر ابن حجر رحمه الله بعض أنواع العبادة التي تضمنها حديث ابن عباس - رضي الله عنه - وفيه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" (١).

وشرح -غفر الله له- الحديث مبينًا وجوب إفراد الله تعالى بهذه العبادات وعدم جواز صرف شيء منها لغير الله:

حيث قال في شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سألت فاسأل الله": "أي: أردت سؤاله فاسأل الله أن يعطيك إياه {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: ٣٢]، ولا تسأل غيره فإن خزائن الجود بيده وأزمتها إليه، إذ لا قادر ولا معطي ولا متفضل غيره، فهو أحق أن يقصد سيما وقد قسم الرزق وقدره لكل بحسب


(١) أخرجه الترمذي في أبواب صفة القيامة والرقائق والورع (٤/ ٢٨٥) برقم (٢٥١٦)، وأحمد (٤/ ٤٠٩) برقم (٢٦٦٩)، وأبو يعلى في المسند (٤/ ٤٣٠) برقم (٢٥٥٦)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٣٨) برقم (١٢٩٨٨)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص ٣٧٤) برقم (٤٢٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (١/ ٥١٤) برقم (١٩٢) من طرق عن الليث بن سعد عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس به.
وأخرجه الترمذي في أبواب صفة القيامة والرقائق والورع (٤/ ٢٨٥) برقم (٢٥١٦)، وأحمد (٤/ ٤٨٧) برقم (٢٧٦٣) و (٥/ ١٨) برقم (٢٨٠٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٢٨٣) برقم (١٠٤٣) من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج به.
قال الترمذي بعد إخراجه الحديث بهذين الإسنادين: "حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد (٥/ ١٨) برقم (٢٨٠٣) و (٤/ ٤٨٧) برقم (٢٨٠٣)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٣٨) برقم (١٢٩٨٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٢٨٣) برقم (١٠٤٣) من طريق نافع بن يزيد، عن قيس بن الحجاج به.
والحديث له طرق أخرى كثيرة عن ابن عباس قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ٤٦٠ - ٤٦١): "وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي، ومولاه عكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن عبد الله، وعمر مولى غُفْرة، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خرَّجها الترمذي، كذا قاله ابن مندة وغيره ... ".
ثم قال: "وبكل حال فطريق حنش التي خرَّجها الترمذي حسنة جيدة".

<<  <   >  >>