للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث موقف ابن حجر من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم]

اشتهر أهل البدع على اختلافهم بعدائهم الشديد لمن خالفهم، وبخاصة أئمة السلف الذين كان لهم عناية بالرد عليهم وبيان زيف أقوالهم، حتى عُدّ جماعة منهم محنة لأهل البدع، ومن هؤلاء شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله تعالى -.

ولم يكن ابن حجر - عفا الله عنه - بدعًا فيهم، حيث اشتهر بعدائه الشديد لهما، وتعديه عليهما، وتحذيره منهما، وصار كلامه في ذلك محل استدلال الموافق، ومثار جدل المخالف.

فمما قاله في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه - ابن القيم - رحمهما الله -:

- "إياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم، وليسوا كذلك ... " (١).

- "قال ابن القيم - عن شيخه ابن تيمية -: أنه ذكر شيئًا بديعًا؛ وهو أنه لما رأى ربه واضعًا يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة ...


(١) الفتاوى الحديثية (ص ٢٧١).

<<  <   >  >>