للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه فتفسير الصورة بمجرد الصفة التي تقوم بالأعيان، كالعلم، والقدرة، فاسد؛ لأنه لا يوجد في الكلام أن قول القائل مثلًا: صورة فلان يراد بها مجرد الصفات القائمة به من العلم، والقدرة، ونحو ذلك، بل هذا من البهتان على اللغة وأهلها.

٢ - أن لفظ الصورة إن دلّ على صفة قائمة بالموصوف، أو على صفة قائمة بالذهن واللسان، فلا بد مع ذلك أن يدل على الصورة الخارجية.

٣ - أن لفظ الحديث نهى عن ضرب الوجه وعلل ذلك بأن الله خلق آدم على صورته، فلو كان المراد من الحديث مجرد خلق آدم على الصفات لم يكن للوجه بذلك اختصاص (١).

وقول ابن حجر إن الحديث إن أُعيد الضمير فيه لله وجب تأويله على ما هو معروف من مذهب الخلف الذي هو أعلم وأحكم، وإطلاقه القول بالضلال على من أثبت الصورة حقيقة ولمزه بالتجسيم وإلزامه القول بالجهة، سبق الجواب عنه بما يغني عن إعادته (٢).

[* آراؤه في الصفات الفعلية]

[١ - صفة الكلام]

يرى ابن حجر -عفا الله عنه- أن "كلام الله اسم مشترك:

بين الكلام النفسي القديم: ومعنى إضافة الكلام له تعالى على هذا كونه صفة له.

وبين اللفظ المؤلف الحادث من السور والآيات -أي سواء قلنا إن ذلك اللفظ المؤلف هو لفظ جبريل أو لفظ النبي -صلى الله عليه وسلم-: ومعنى إضافة الكلام إلى الله على هذا أنه مخلوق، ليس من تأليف المخلوقين.

وقد أجمع أهل السنة وغيرهم أنه لا يصح نفي كلام الله عن ذلك اللفظ المؤلف ... " (٣).


(١) انظر: بيان تلبيس الجهمية، القسم السادس، تحقيق: عبد الرحمن اليحيى (٢/ ٤٨٥ - ٥٣٧).
(٢) انظر: (ص ٣٠٢)، (ص ٢٩٣)، (ص ٣٠٨).
(٣) الفتاوى الحديثية (ص ٢٧٨)، وانظر: التعرف (ص ٦٦)، فتح الإله (ص ٣، ١٠٤، ١٠٥، ١٤٢، ١٤٥).

<<  <   >  >>