للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جرى ابن حجر - غفر الله له - على هذا في مواضع من كتبه، وحكى الإجماع في مسائل عدة، الإجماع فيها غير متحقق، أو منعقد على خلاف ما ذكر، منها:

أ - حكايته الإجماع على أن أول واجب على المكلف هو القصد إلى النظر، وزعمه أن ذلك مما لا خلاف فيه (١).

ب - حكايته الإجماع على استحباب شد الرحال لمجرد زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

ج - حكايته الإجماع على استحباب التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بطلب الدعاء منه، أو التوسل بذاته أو جاهه (٣).

د - حكايته الإجماع على أن ظواهر نصوص الصفات غير مرادة، والاتفاق على لزوم تأويلها (٤).

[٧ - استعماله المصطلحات البدعية، والألفاظ المجملة]

الألفاظ والمصطلحات هي طريق التعبير عن العلوم على اختلافها، وبها يحصل بيانها وتوضيحها.

وقد شغف المتكلمون على اختلافهم بإحداث المصطلحات البدعية، والتعبير بالألفاظ المجملة لترويج باطلهم والتشغيب بها على أهل الحق، حتى أصبح ذلك من سماتهم.

ولهذا يقول الإمام أحمد - رَحِمَهُ اللَّه - في وصفهم: "يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشَبِّهُون عليهم، نعوذ بالله من فتن المضلين" (٥).

وهذا الكلام المتشابه الذي يخدعون به جهال الناس يتضمن ما أحدثوه من المصطلحات البدعية والألفاظ المجملة التي عارضوا بها


(١) انظر: (ص ١٠٩).
(٢) انظر: (ص ٢٢٣).
(٣) انظر: (ص ٢٥٦).
(٤) انظر: (ص ٢٩١).
(٥) الرد على الزنادقة والجهمية (ص ٨٥).

<<  <   >  >>