للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام محمد بن نصر المروزي - رَحِمَهُ اللهُ -: "النصيحة لأئمة المسلمين: حب طاعتهم ورشدهم وعدلهم، وحب اجتماع الأمة كلهم، وكراهية افتراق الأمة عليهم، والتدين بطاعتهم في طاعة الله، والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله" (١).

[٢ - السمع والطاعة لهم]

يقول ابن حجر - رَحِمَهُ اللهُ - في شرحه لحديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد ... " (٢).

قوله: "السمع والطاعة: جمع بينهما تأكيدًا للاعتناء بهذا المقام ومن ثم خصه بالذكر عاطفًا له على ما يشمله وغيره وهو تقوى الله تعالى فهو من عطف الخاص على العام لمزيد التأكيد والاعتناء بشأنه، ويصح أن يكون عطف مغاير من حيث أن أظهر مقاصد التقوى الأمور الأخروية وأظهر مقاصد هذا انتظام الأمور الدنيوية ... وانتظام الشريعة حتى توضع الولايات في غير أهلها والأمر بالطاعة حينئذ إيثار لأهون الضررين؛ إذ الصبر على ولاية من لا يجوز ولايته أهون من إثارة الفتن التي لا دواء لها ولا خلاص منها، ويرشد إلى هذا تعقيب ذلك بقوله: "وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ... " (٣).


(١) تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٦٩٤).
(٢) أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة (٥/ ١٣ - ١٥) برقم (٤٦٠٧)، والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة (٥/ ٤٣ - ٤٤) برقم (٢٦٧٦)، وابن ماجه في المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (١/ ١٥) برقم (٤٢)، والحاكم في المستدرك (١/ ٩٥ - ٩٦) من طرق عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأفاض الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم في تخريجه والكلام عليه (٢/ ١٠٩).
(٣) فتح المبين (ص ٢١٩)، وانظر: غرر المواعظ (ص ٨١)، التعرف (ص ١٢٤).

<<  <   >  >>