للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد في تعريف التوحيد وبيان أقسامه]

يرى ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّه - أن الإيمان بالله تعالى يعني الإيمان "بأنه تعالى واحد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، لا شريك له في الألوهية - وهي استحقاق العبادة - منفرد بخلق الذوات بصفاتها وأفعالها وبقدم ذاته وصفاته الذاتية" (١).

وبناء على ذلك فإنه يرى أن الإيمان بالله يعني توحيد الله تعالى المتضمن لتوحيده سبحانه في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.

ولهذا يحسن قبل بيان آراء ابن حجر في الإيمان بالله ذكر تعريف التوحيد وبيان أقسامه عند أهل السنة والجماعة، ثم عند ابن حجر.

أولًا: تعريف التوحيد وبيان أقسامه عند أهل السنة والجماعة:

(التوحيد): أصل مادته (وَحَدَ)، وتدور هذه المادة على الانفراد والاختصاص (٢).

يقول ابن فارس (٣): "الواو، والحاء، والدال: أصل واحد يدل على الانفراد" (٤).


(١) فتح المبين لشرح الأربعين (ص ٦٩).
(٢) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (٤/ ٣٨٤٤ - ٣٨٤٨)، الصحاح للجوهري (٢/ ٥٤٧)، لسان العرب لابن منظور، القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص ٤١٤).
(٣) هو أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد القزويني، أبو الحسين، الإمام اللغوي، له مصنفات منها: مقاييس اللغة، ومجمل اللغة، وحلية الفقهاء، توفي سنة ٣٩٥ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٠٣)، شذرات الذهب (٣/ ١٣٢).
(٤) معجم مقاييس اللغة (ص ١٠٨٤).

<<  <   >  >>