للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: الحالة الاجتماعية:

كان للفتوحات الإسلامية واتساع رقعة الدولة الإسلامية في هذا العصر أثر بلا شك على الحالة الاجتماعية.

فقد أدى ذلك إلى تداخل الأجناس واللغات، ونتج عنه تمازج الشعوب، وانتقال المبادئ والأفكار والثقافات.

وكان لمصر والحجاز قصب السبق في ذلك لمكانتهما التاريخية، وأهميتهما السياسية في ذلك الوقت.

وقد برزت في عصر ابن حجر -رحمه الله- نتيجة لذلك جملة من المظاهر الاجتماعية السلبية، منها:

١ - العصبية بين الأتراك والعرب التي تجاوزت مداها إلى أن القتيل من العرب لا يؤخذ له بالقصاص من قاتله، وأصبحت سببًا بعد ذلك في سقوط الدولة العثمانية.

٢ - كثرة الاختلافات في المسائل الشرعية والنوازل الفقهية وكلام العامة فيها، واضطراب أهل العلم حولها، كإصلاح ما وهى وتشعب من الكعبة، والسماع الصوفي، وشرب القهوة ونحو ذلك، وما نتج عنه من فتن وقلاقل وتحزبات داخل المجتمع الواحد.

٣ - انتشار الحشيش أكلًا وتدخينًا، وأكل القات، وشرب التبغ.

وقد كان لابن حجر -رحمه الله- عناية فائقة بعلاج هذه المظاهر، حيث ألّف عددًا من المؤلفات في بيان أحكامها والتحذير منها، مثل: مبلغ الأرب في فخر العرب (١)، والمناهل العذبة في إصلاح ما وهى من الكعبة (٢)، وكف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (٣)، وتحذير الثقات عن أكل الكفتة والقات.

وكثير من كتب ابن حجر -رجمه الله- تجلي هذه الظواهر الاجتماعية وتصف العلاج لها، وتعكس علاقة التأثير والتأثر بين ابن حجر -رحمه الله- وبين مجتمعه.


(١) انظر: (ص ١٥).
(٢) انظر: (ص ٢٤ - ٢٥).
(٣) انظر: (ص ٣٨ - ٣٩).

<<  <   >  >>