للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الثالث: المرابط]

وقد وردت الأحاديث بذلك (١)، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل ميت يختم على عمله، إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله، فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر" (٢).

الرابع: الصّدِّيق:

ذكر ذلك القرطبي، وعلله بقوله: "إذا كان الشهيد لا يفتن فالصدِّيق أجل خطرًا، وأعظم أجرًا فهو أحرى أن لا يفتن؛ لأنه المقدم ذكره في التنزيل على الشهداء في قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ} [النساء: ٦٩].

وقد جاء في المرابط الذي هو أقل مرتبة من الشهيد أنه لا يفتن؛ فكيف بمن هو أعلى مرتبة منه ومن الشهيد؟ والله أعلم" (٣).

وتعقبه العلامة ابن القيم - رحمه الله - فقال: "الأحاديث ترد هذا القول وتبين أن الصدِّيق يُسأل في قبره كما يُسأل غيره ... ولا يلزم من هذه الخاصية التي اختص بها الشهيد أن يشاركه الصدِّيق في حكمها وإن كان أعلى منه، فخواص الشهداء قد تنتفي عمن هو أفضل منهم وإن كان أعلى منهم درجة" (٤).

[الخامس: النبي]

وقد اختلف الناس في سؤاله على قولين، والخلاف فيه جار بين أهل السنة والجماعة (٥).


(١) انظر: التذكرة (١/ ٢٣٠)، شرح الصدور (ص ١٥٠).
(٢) سبق تخريجه (ص ٤٨٣).
(٣) التذكرة (١/ ٢٣٨).
(٤) الروح (١/ ٣٥١ - ٣٥٢).
(٥) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٥٧)، الروح (١/ ٣٥٢)، فتح الباري (٣/ ٢٣٩)، شرح الصدور (ص ١٥٢)، فيض القدير (٢/ ١١٣)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٢)، جمع الشتيت (ص ٩٤)، فتاوى ابن عثيمين (٤/ ٢٩٤)، وللاستزادة: الحياة البرزخية لحسين جابر (ص ١١٣).

<<  <   >  >>