للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوم ومحاسنهم، من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة، والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح.

ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما مَنّ الله به عليهم من الفضائل، علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم هم صفوة الصفوة من قرون هذه الأمة، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله" (١).

ويقول: "وأهل السنة متفقون على عدالة القوم، ثم لهم في التّصويب والتّخطئة مذاهب لأصحابنا وغيرهم:

أحدها: أن المصيب علي فقط.

والثاني: الجميع مصيبون.

والثالث: المصيب واحد لا بعينه.

والرابع: الإمساك عما شجر بينهم مطلقًا.

مع العلم بأن عليًّا وأصحابه هم أولى الطائفتين بالحق ... " (٢).

والذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة أن عليًّا - رضي الله عنه - هو أولى بالحق في قتاله مع معاوية، وفي قتاله مع عائشة وطلحة والزبير - رضي الله عنهم أجمعين - (٣).

وبما سبق نقله يتبين موافقة ابن حجر - رَحِمَهُ اللهُ - لما عليه أهل السنة والجماعة قاطبة من الإمساك عما شجر بين الصحابة واعتقاد الفضل لجميعهم والحكم باجتهادهم، وموافقته لِمَا عليه جمهورهم من كون علي - رضي الله عنه - أولى بالحق من فيره.

سابعًا: حكم سب الصحابة:

يرى ابن حجر - رَحِمَهُ اللهُ - كفر من طعن في الصحابة أو سبهم إذا كان طعنه أو سبه يخالف دليلًا قطعيًا، وتبديعه وتفسيقه مع عدم ذلك.


(١) مجموع الفتاوى (٣/ ١٥٤ - ١٥٦).
(٢) المصدر السابق (٣٥/ ٥١).
(٣) انظر: شرح صحيح مسلم (٩/ ٣٩)، مجموع الفتاوى (٣/ ٤٠٧) (٤/ ٤٣٦ - ٤٣٩) (٣٥/ ٥١ - ٥٥)، شرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٧٢٣ - ٧٢٤)، فتح الباري (٦/ ٦١٩) (١٣/ ٦٧)، لوائح الأنوار (٢/ ٣٨ - ٣٩).

<<  <   >  >>