للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: الحالة العلمية:

لقد عاش ابن حجر -رحمه الله- أغلب سني القرن العاشر الهجري؛ والمتأمل لهذا القرن من جهة ما كتب فيه وما كتب عنه، يظهر له مدى الضعف العلمي الذي يعانيه مقارنة بما سبقه من القرون، ويتجلى ذلك في مظاهر عدة، أهمها:

١ - انتشار البدع والخرافات كالموالد، ومجالس السماع، والصلوات المبتدعة ونحوها.

٢ - شيوع الجمود الفكري، والتقليد المذهبي، ودعوى إغلاق باب الاجتهاد.

٣ - اشتغال العلماء والطلاب في دروسهم بعلوم الآلة، والتصوف، والفقه المذهبي، دون علوم الاجتهاد.

٤ - اقتصار كثير من المؤلفات على المتون والاختصارات والشروح والحواشي.

وهذه الحالة العلمية الضعيفة كانت هي السائدة في العالم الإسلامي عامة (١).

أما مصر التي عاش بها ابن حجر -رحمه الله- أوائل عمره فقد كانت مأهولة بالعلماء نظرًا لوجود الجامع الأزهر فيها، وبعد فتح العثمانيين لها انتقل كثير منهم إلى استنبول عاصمة الدولة العثمانية (٢)، والفترة التي قضاها ابن حجر -رحمه الله- في مصر تمثل الفترة الأولى فيها.

وأما الحجاز التي قضى ابن حجر -رحمه الله- بها بقية عمره فقد كانت أحسن حالًا من غيرها نظرًا لوجود الحرمين بها، خاصة بعد دخولها تحت سلطة الدولة العثمانية الواسعة النفوذ؛ حيث أصبح الطريق إلى مكة والمدينة ميسورًا وبدأت الهجرة إليهما تفتح أبوابها وأصبح العلماء يجاورون بهما مما ساعد على ازدهار العلم (٣).


(١) انظر: مقدمة الدرر والفرائد المنظمة لحمد الجاسر (١/ ٤).
(٢) انظر: الشقائق النعمانية (ص ٥) وما بعدها.
(٣) انظر: الإعلام بأعلام بيت الله الحرام للنهروالي (ص ٣٨٢).

<<  <   >  >>