للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبناء على ما سبق فما قرره ابن حجر من عدم نبوة لقمان موافق لما عليه جمهور أهل العلم.

[٥ - ذو القرنين]

يرى ابن حجر عدم نبوة ذي القرنين، حيث قال: "والخضر نبي دون لقمان وذي القرنين" (١).

التقويم:

ذكر الله تعالى ذا القرنين في كتابه، وبين تمكينه له في الأرض، وإعانته إياه.

قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣)} [الكهف: ٨٣].

وقد اختلف أهل العلم فيه اختلافًا كثيرًا من جهة تعيينه، واسمه، وعصره، ونبوته -وهي محل البحث هنا-.

وجملة أقوال أهل العلم فيها ثلاثة:

الأول: القول بأنه ملَكَ من الملائكة، وليس بنبي.

والثاني: القول بأنه نبي من الأنبياء.

والثالث: القول بأنه عبد صالح مكنه الله تعالى حتى ملك الأرض (٢).

والناظر في سياق أهل العلم لهذه الأقوال يجد اضطرابًا كثيرًا في نسبتها لأصحابها، حتى إن الرجل الواحد ربما نسبت له الأقوال الثلاثة.

وبكل حال فإن القول بعدم نبوته هو ما عليه جمهور أهل العلم، وهو


(١) التعرف (ص ١٢٣).
(٢) انظر: تفسير ابن جرير (٨/ ٢٧٠)، تفسير البغوي (٦/ ١٩٨)، تفسير ابن عطية (٣/ ٥٣٨)، تفسير القرطبي (١١/ ٤٦)، تفسير الرازي (٢١/ ١٦٥)، تفسير ابن كثير (٣/ ١١٢)، البداية والنهاية (٢/ ٩٥ - ١٠٠)، فتح الباري (٦/ ٣٨٢ - ٣٨٣)، روح المعاني (١٦/ ٣٠)، تفسير السعدي (ص ٤٣٥)، وللاستزادة: ذو القرنين وسد الصين لمحمد راغب الطباخ (ص ٩٩)، وما بعدها.

<<  <   >  >>