للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفتوى بأن ذلك العمل بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، فإن عدم عمل السلف الصالح بالنص على الوجه الذي يفهمه منه من بعدهم يمنع اعتبار ذلك الفهم صحيحًا؛ إذ لو كان صحيحًا لم يعزب عن فهم السلف الصالح، ويفهمه من بعدهم.

كما يمنع اعتبار ذلك النص دليلًا عليه؛ إذ لو كان دليلًا عليه لعمل به السلف الصالح، فاستنباط الحافظ ابن حجر العسقلاني الاحتفال بالمولد النبوي من حديث صوم يوم عاشوراء، مخالف لِمَا أجمع عليه من جهة فهمه، ومن جهة العمل به، وما خالف إجماعهم فهو خطأ؛ لأنهم لا يجمعون إلا على هدى (١).

جـ - أن تخريج الاحتفال بالمولد على صيام يوم عاشوراء من التكلف المردود؛ لأن العبادات مبناها على الشرع والاتباع لا على الهوى والابتداع (٢).

هـ - أن صيام يوم عاشوراء قد فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيه، بخلاف الاحتفال بمولده فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله ولم يرغّب فيه، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبين ذلك لأمته كما بين لهم فضل اتباعه والصلاة والسلام عليه (٣).

والثاني: المعارضة:

بما تقدم من بيان بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، وعموم النصوص الدالة على أن كل بدعة ضلالة.

[٢ - السماع]

ذكر ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّهُ - أقسام السماع، وبيّن حكم كل مثها، فقال: "أقسام الغناء المحرم وغيره:


(١) انظر: الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي للشيخ حمود التويجري (ص ٣٠)، القول الفصل (ص ٧٨).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (١/ ٨٠)، الرد القوي (ص ٣٢).
(٣) انظر: الرد القوي (ص ٣٢)، الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف للجزائري (ص ٤٣).

<<  <   >  >>