للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول معنى الإيمان بالقضاء والقدر وما يتضمنه]

أوضح ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ معنى الإيمان بالقضاء والقدر، وبيّن ما يتضمّنه، وذكر بعض الأمور التي قد يظنّ أنها تنافيه وأجاب عنها.

وفيما يلي سياق آرائه في ذلك وتقويمها.

أولًا: معنى الإيمان بالقضاء والقدر وما يتضمّنه:

يقول ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في شرحه لحديث جبريل: "قوله: "وتؤمن بالقدر خيره وشرّه" ... أي بأنّ ما قدّره الله في أزله لا بدّ من وقوعه وما لم يُقدّره يستحيل وقوعه، وبأنّه تعالى قدّر الخير والشّرّ قبل خلق الخلق، وأنّ جميع الكائنات بقضائه وقدره وإرادته لقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الفرقان: ٢]، {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)} [الصافات: ٩٦]، {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)} [القمر: ٤٩] ... {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: ٣٠، التكوير: ٢٩] ... " (١).

"ولخبر: "كلّ شيء بقدر حتى العجر والكيس" (٢) " (٣).

"ولإجماع السّلف والخلف على صحّة قول القائل: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" (٤).


(١) فتح المبين (ص ٧١ - ٧٢).
(٢) أخرجه مسلم، كتاب القدر، باب كل شيء بقدر (٤/ ٢٠٤٥) برقم (٢٦٥٥) من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- به.
(٣) فتح المبين (ص ٧٢).
(٤) المصدر السابق (ص ٧٢)، وانظر: (ص ٩٩، ١٧٤)، كنه المراد (ص ١/ ٢٣)، غرر المواعظ (ص ٣).

<<  <   >  >>