للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسًا: مذهبه الفقهي:

يعد ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّه - من محققي الشافعية المتأخرين الذين يرجع إليهم في تحقيق المذهب، ويعمل بترجيحهم في الفتوى؛ ولهذا أصبحت كتبه محل حفاوة الشافعية بعده حيث كثرت العناية بها، وتعددت أوجه خدمتها اختصارًا وشرحًا وتحشية واستدراكًا، خصوصًا كتبه الفقهية كتحفة المحتاج بشرح المنهاج، وفتح الجواد بشرح الإرشاد، وحاشيته، وشرح العباب، والمنهاج القويم شرح مسائل التعليم وغيرها (١).

وقد قرر جمع من متأخري فقهاء الشافعية أن من كان من أهل الترجيح في المذهب والقدرة على التصحيح يختار في فتواه ما يظهر ترجيحه من كلام الشيخين الرافعي (٢) والنووي (٣)، وأما من لم يكن أهلًا لذلك فهو بالخيار بين أن يأخذ بترجيح ابن حجر أو الرملي (٤).


= والصواعق المرسلة الشهابية له (ص ٢٧٧)، والأسنة الحداد في رد شبهات علوي الحداد له (ص ٢٠٧، ٢٠٩).
(١) انظر: ابن حجر المكي وجهوده في الكتابة التاريخية (ص ١٧١ - ٢١٤).
وقد قدمت رسالتان علميتان لدراسة الجوانب الفقهية عند ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّه -.
الأولى: "الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي وأثره في علم الفقه" للباحث حسين عبد الحميد أبي العلاء تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه بكلية الشريعة والقانون بالأزهر سنة ١٤٠٣ هـ.
والأخرى: "الإمام ابن حجر الهيتمي، وأثره في الفقه الشافعي" للباحث أمجد رشيد محمد تقدم بها لنيل درجة الماجستير بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية سنة ١٤٢٠ هـ.
(٢) هو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني، من أئمة الشافعية، من مؤلفاته: الفتح العزيز في شرح الوجيز، شرح مسند الشافعي، الأمالي، توفي سنة ٦٢٣ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٥٢)، شذرات الذهب (٥/ ١٠٨).
(٣) هو يحيى بن شرف بن مُري بن حسن بن حسين الحزامي النووي، أبو زكريا، المشهور بالنووي، أحد أعلام الشافحية، من مؤلفاته: المجموع شرح المهذب، شرح صحيح مسلم، رياض الصالحين، توفي سنة ٦٧٦ هـ.
انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (٤/ ١٤٧٠)، طبقات الشافعية الكبرى (٥/ ١٦٥).
(٤) هو محمد بن أحمد بن حمزة الرملي الأنصاري، من فقهاء الشافعية المتأخرين، من مؤلفاته: نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، غاية البيان في شرح زبد ابن رسلان، شرح =

<<  <   >  >>