للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني المفاضلة بين الملائكة، والمفاضلة بينهم وبين صالحي البشر]

تحدث ابن حجر - رَحِمَهُ الله - عن المفاضلة بين الملائكة، والمفاضلة بينهم وبين صالحي البشر، وساق أقوال الناس في ذلك، ورجح ما يراه منها، وفيما يلي عرض رأيه في هاتين المسألتين:

أولًا: المفاضلة بين الملائكة:

ساق ابن حجر - رَحِمَهُ الله - أقوال الناس في المفاضلة بين الملائكة فقال: "فيه خلاف، والأدلة فيه متكافئة:

فقيل: جبريل أفضل؛ لأنه صاحب السر المخصوص بالرسالة إلى الأنبياء والرسل، والقائم بخدمتهم وتربيتهم.

وقيل: إسرافيل؛ لأنه صاحب سر الخلائق أجمعين إذ اللوح المحفوظ في جبهته لا يطلع عليه غيره، وجبريل وغيره إنما يتلقون ما فيه عنه، وهو صاحب الصور القائم ملتقمًا له ينتظر الساعة والأمر به لينفخ فيه فيموت كل شيء إلا من استثنى الله ثم بعد أربعين سنة يؤمر بالنفخ فيحيون ثم يبعثون" (١).

وقال أيضًا: "وأفضلهم جبريل وإسرافيل، وتعارضت الأحاديث في أفضلهما، وأكثرها يدل على أفضلية إسرافيل" (٢).


(١) الفتاوى الحديثية (ص ٤٢٤).
(٢) المصدر السابق (ص ٩١).

<<  <   >  >>