للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحاصل ما ذكروه أن:

لا: نافية للجنس.

وإله: اسمها مبني على الفتح؛ لأنه مفرد نكرة تضمن معنى الحرف.

واختلفوا في خبرها هل هو مذكور أم محذوف؟

فقال بعضهم: خبرها مذكور، وهو جملة الاستثناء (إلا الله).

وقال آخرون: خبرها محذوف، وهو الصواب، ثم اختلف هؤلاء في تقديره:

فقدره بعضهم بكلمة (موجود).

وبعضهم بكلمة (ممكن).

وبعضهم بكلمة (لنا).

وبعضهم بكلمة (معبود).

وبعضهم بكلمة (حق).

والصواب تقديره بكلمة (حق)؛ لأن المعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى وحده أما غيره من المعبودات فهي موجودة لكنها باطلة، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: ٦٢].

وإلا: أداة استثناء.

والله: لفظ الجلالة بدل من لفظ الإله، بدل بعض من كل (١).

وبناء على ما سبق فما ذكره ابن حجر - عفا الله عنه - من كون الخبر في لا إله إلا الله مقدر بكلمة موجود باطل من وجوه، منها:

١ - أن تقدير الخبر بكلمة (موجود) لا ينفي إمكان وجود إله دونه سبحانه فيما يستقبل (٢)، وجوابه عن ذلك وإن كان ينفي هذا الاعتراض فإنه لا ينفي الاعتراض الآخر بعده، كما أن ورود الاعتراض بحد ذاته وإن


(١) انظر: مسألة في كلمة الشهادة (ص ١٣٥ - ١٦٤)، وإعراب لا إله إلا الله لابن هشام (ص ٤٧ - ٦٥)، ورسالة في معنى لا إله إلا الله للزركشي (ص ٦٤ - ٨٧)، والتجريد في إعراب كلمة التوحيد (ص ١٥ - ٣١)، وعجالة ذوي الانتباه (ص ١٩٨ - ٢٠٨).
(٢) انظر: التجريد في إعراب كلمة التوحيد (ص ١٩ - ٢٠).

<<  <   >  >>