للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأماكن خصوصيات لأنفسهم ويرون أن النذر لها مما يندفع به البلاء، فلا يصح النذر في صورة من هذه الصور" (١).

التقويم:

النذر لغة: مصدر نَذَرَ يَنْذُرُ نَذْرًا.

وهو الوعد بخير أو شر (٢).

واصطلاحًا: هو التزام قربة لم تتعين (٣).

وما ذكره ابن حجر في تعريفه المتقدم في معناه.

والنذر من أنواع العبادة التي يجب صرفها لله، ويحرم صرفها لغيره (٤).

قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} [البقرة: ٢٧٠].

وقال سبحانه: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧)} [الإنسان: ٧].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" (٥).

وعليه فما قرره ابن حجر رحمه اللهُ من كون الناذر إن قصد بنذره التقرب إلى الميت فإن نذره غير صحيح، لكون القُرَب لا تكون إلا لله حقًّا، إلا أنه يؤخذ عليه عدم تصريحه بكون ذلك شركًا أكبر مخرجًا من الملة.

وأما ما ذكره من كون الناذر إن قصد بنذره التقرب إلى الله بالتصدق على خدَّام القبر وأقاربه وفقرائه صح نذره وانعقد فلا يسلم له؛ وذلك لِمَا يلي:


(١) الفتاوى الفقهية الكبرى (٤/ ٢٥٦).
(٢) انظر: تهذيب اللغة (٤/ ٣٥٤٦)، معجم مقاييس اللغة (ص ١٠٢١)، الصحاح (٢/ ٨٢٥)، القاموس المحيط (ص ٦١٨).
(٣) انظر: مغني المحتاج (٤/ ٣٥٤)، الدر النقي لابن عبد الهادي (٣/ ٧٩٧).
(٤) انظر: تطهير الاعتقاد (ص ٣٣)، تيسير العزيز الحميد (ص ٢٠٣)، فتح المجيد (١/ ٢٩٠)، الانتصار لحزب الله الموحدين لأبي بطين (ص ٧٥).
(٥) أخرجه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب النذر في الطاعة (٤/ ٢٠٩١) برقم (٦٦٩٦) من حديث عائشة - رضي الله عنها - به.

<<  <   >  >>