للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمنهم من قال: هما بمعنى واحد (١).

ومنهم من قال: بالتفريق بينهما، واختلف هؤلاء في تحديد وجه الفرق بينهما:

فمنهم من قال بأن الكاهن أعم من العراف فهو يطلق عليه وعلى غيره ممن يدعي علم الغيب؛ وذلك لكون الكاهن يخبر عن المستقبل والماضي بخلاف العراف فهو إنما يخبر عن الواقع، ومن هؤلاء ابن الأثير (٢) (٣) والحافظ ابن حجر العسقلاني (٤)، وهو ما ذهب إليه ابن حجر في كلامه المتقدم.

ومنهم قال بأن العراف أعم من الكاهن، وأن "العراف اسم عام للكاهن والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور الغيبية" (٥)، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية (٦)، والشيخ سليمان بن عبد الله (٧)، والشيخ عبد الرحمن بن حسن (٨) (٩) -رحمهم الله تعالى-.

ومما يؤيد ذلك أن العرّاف مبالغة من المعرفة، وعليه فإنه يشمل كل


(١) شرح صحيح مسلم للنووي (١٤/ ٢٢٧)، تيسير العزيز الحميد (ص ٤١٢)، فتح المجيد (٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤).
(٢) هو المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري ثم الموصلي، أبو السعادات، المشهور بابن الأثير، من مؤلفاته: النهاية في غريب الحديث، البديع، شرح غريب الطوال. وغيرها، توفي سنة ٦٠٦ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٨٨)، شذرات الذهب (٥/ ٢٢).
(٣) انظر: النهاية (٣/ ٢١٨).
(٤) انظر: فتح الباري (١٠/ ٢١٦ - ٢١٧).
(٥) مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٧٣).
(٦) انظر: المصدر السابق (٣٥/ ١٧٣).
(٧) انظر: تيسير العزيز الحميد (ص ٤١٢).
(٨) هو عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، المجدد الثاني، وحفيد إمام الدعوة، من مؤلفاته: فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد، والقول الفصل النفيس، والمورد العذب الزلال، توفي سنة ١٢٨٥ هـ.
انظر: الأعلام (٣/ ٣٠٤)، علماء الدعوة (ص ٤٠).
(٩) انظر: فتح المجيد (٢/ ٤٩٣).

<<  <   >  >>