للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وردت النصوص الشرعية بالنهي عنها والتحذير منها.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل" (٢).

وسئل - صلى الله عليه وسلم - عن قوم يتطيرون، فقال: "ذلك يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم" (٣).

وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنها شرك، فقال: "الطيرة شرك، الطيرة شرك" (٤).

وعليه فما قرره ابن حجر -غفر الله له- من تحريم الطيرة وعدها في الكبائر هو مقتضى النصوص الشرعية، إلا أن حمله لذلك على ما كان مقارنا للاعتقاد بتأثيرها فيه نظر؛ لكون ذلك الاعتقاد شركًا في نفسه مخرجًا من الملة.

ولهذا استدرك ابن حجر رحمه اللهُ على نفسه فقال: "لكن الكلام في إسلام مثل هذا".


= (٢٣/ ٦٧)، الدرر السنية (١١/ ٤١).
(١) أخرجه البخاري، كتاب الطب، باب لا هامة (٤/ ١٨٣٧) برقم (٥٧٥٧)، ومسلم، كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر (٤/ ١٧٤٤) برقم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - به.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الطب، باب الفأل (٤/ ١٨٣٧) برقم (٥٧٥٦)، ومسلم، كتاب السلام، باب الطيرة والفأل (٤/ ١٧٤٦) برقم (٢٢٢٤) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - به.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهان وإتيان الكهان (٤/ ١٧٤٨) برقم (٢٢٢٧) من حديث معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - به.
(٤) أخرجه أبو داود، كتاب الطب، باب في الطيرة (٤/ ٢٣٠) برقم (٣٩١٠)، والترمذي، كتاب السير، باب ما جاء في الطيرة (١٤/ ٣٧) برقم (١٦١٤)، وابن ماجه، كتاب الطب، باب من كان يعجبه الفأل (٢/ ١١٧٠) برقم (٣٥٣٨)، والطحاوي في مشكل الآثار (١/ ٣٥٨) وفي شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٢)، والحاكم (١/ ١٧، ١٨) والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ١٣٩) من طرق عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - به.
قال الترمذي: "حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه".
والحديث صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (٤٣٠).

<<  <   >  >>