للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقويم:

مسألة الاسم والمسمى من المسائل الحادثة التي لم ترد في الكتاب والسُّنة، والقول بأن الاسم هو المسمى أو غيره لم يرد عن السلف - رحمهم الله- وإنما أحدثه أهل الأهواء من الجهمية والمعتزلة (١).

والذي عليه جمهور السلف -رحمهم الله- أن الاسم تارة يراد به الذات وهو المسمى، وتارة يراد به اللفظ وهو التسمية (٢).

يقول العلامة ابن أبي العز الحنفي (٣) رحمه الله: "الاسم يراد به "المسمى تارة، ويراد به اللفظ الدال عليه أخرى، فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك، فهذا المراد به المسمى نفسه، وإذا قلت: الله: اسم عربي، والرحمن: اسم عربي، والرحمن من أسماء الله تعالى، ونحو ذلك، فالاسم هنا للمسمى، ولا يقال غيره، لما في لفظ الغير من الإجمال، فإن أريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق، وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له، حتى خلق لنفسه أسماء، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى" (٤).

إذا تقرر ذلك فما ذهب إليه ابن حجر في هذه المسالة مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة من جهة، ولا يخلو من الاضطراب والتناقض من جهة أخرى.


(١) انظر: صريح السُّنة للطبري (١٧ - ١٨، ٢٥ - ٢٦)، الفتاوى (٦/ ١٨٧).
(٢) انظر: رد الإمام الدارمي على بشر (١/ ١٥٨)، شرح أصول الاعتقاد (٢/ ٢٠٤ - ٢١٥)، الحجة في بيان المحجة، مجموع الفتاوى (٦/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، بدائع الفوائد (١/ ١٧ - ١٨)، شفاء العليل (٢/ ٧٥٧ - ٧٥٨)، شرح الطحاوية لابن أبي العز (١/ ١٠٢)، لوامع الأنوار (١/ ٢٩)، معارج القبول (١/ ١٠٢).
(٣) هو علي بن علي بن محمد بن أبي العز الأذرعي، الدمشقي، الصالحي، المعروف بابن أبي العز، حنفي، من مؤلفاته: شرح العقيدة الطحاوية، الاتباع، التنبيه على مشكلات الهداية، توفي سنة (٧٩٢ هـ).
انظر: إنباء الغمر بأنباء العمر للحافظ ابن حجر (٢/ ٩٥)، شذرات الذهب (٦/ ٣٢٦).
(٤) شرح العقيدة الطحاوية (١/ ١٢٠٩).

<<  <   >  >>