للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو ما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها من إجرائها على ظواهرها اللائقة بالله تعالى، وترك التأويل فيها، وممن حكى إجماعهم على ذلك: محمد بن الحسن (١) (٢) -صاحب أبي حنيفة- والحافظ ابن خزيمة (٣) (٤)، والحافظ ابن عبد البر (٥)، والقاضي أبو يعلى (٦) (٧)، والإمام ابن قدامة (٨)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (٩)، وغيرهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها (أي: تفسيرها) وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد -إلى ساعتي هذه- عن أحد من الصحابة أنه تأوّل شيئًا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاه المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأوّلين ما لا يحصيه إلا الله ... " (١٠).


(١) هو محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد الله، الشيباني، الكوفي، فقيه العراق، صاحب أبي حنيفة، من مؤلفاته: السير الكبير، توفي سنة ١٨٩ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (٩/ ١٣٤)، شذرات الذهب (١/ ٣٢١).
(٢) انظر: شرح أصول الاعتقاد للالكائي (٣/ ٤٣٢)، ذم التأويل لابن قدامة (ص ١٤).
(٣) هو محمد بن إسحاق بن إسحاق، أبو بكر، السلمي النيسابوري الشافعي، المشهور بابن خزيمة من أئمة السلف وعلمائهم، من مؤلفاته: التوحيد، والصحيح وغيرهما، توفي سنة ٣١١ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٦٥)، شذرات الذهب (٢/ ٢٦٢).
(٤) انظر: ذم التأويل لابن قدامة (ص ١٨)، ولم أجد كلامه في كتبه.
(٥) انظر: التمهيد (٧/ ١٤٥)، جامع بيان العلم (٢/ ١١٨).
(٦) هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي الحنبلي، ابن الفراء المشهور بالقاضي أبي يعلى، من مؤلفاته: الإلمان، إبطال التأويلات، المعتمد وغيرها، توفي سنة ٤٥٨ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٨٩ - ٩١)، شذرات الذهب (٣/ ٣٠٦).
(٧) انظر: إبطال التأويلات (١/ ٧١).
(٨) انظر: تحريم النظر في كتب أهل الكلام له (ص ١٠ - ١١).
(٩) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٤).
(١٠) مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٤).

<<  <   >  >>