للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "حجابه النور ... " (١).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ اللهُ: "النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمى الله نور السماوات والأرض، وقد أخبر النص أن الله نور، وأخبر أيضًا أنه يحتجب بالنور، فهذه ثلاثة أنوار في النص" (٢).

والنور المضاف إليه سبحانه على وجهين:

الأول: إضافة الصفة إلى موصوفها.

والثاني: إضافة المفعول إلى فاعله.

وكلاهما ثابت في حقه سبحانه (٣).

وبناء على ما سبق فإن النور صفة ثابتة في حق الله تعالى وهي على ما يليق بجلاله سبحانه شأنها شأن بقية صفاته (٤).

وأما زعم ابن حجر أن النور بكل معانيه مستحيل على الله، فهو زعم باطل من وجوه، منها:

١ - أن قوله هذا مبني على ظن فاسد وهو أن النور المراد هو النور الواقع على الجدران المرئي في الشاهد، وليس الأمر كذلك، فإن هذا النور مخلوق منفصل عنه سبحانه وهو مختص بمحل دون آخر بخلاف نوره سبحانه (٥).

٢ - أن النور جاء في أسمائه وهذا الاسم مما تلقته الأمة بالقبول وأثبته الأئمة في أسمائه سبحانه، ومحال أن يسمي الله نفسه نورًا وليس له


= إسنادي أحمد ثقات"، والحديث صححه الألباني في تخريجه للسنة لابن أبي عاصم. أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا ينام"، وفي قوله: "حجابه النور" (١/ ١٦١) برقم (٢٩٣) من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
(٢) الفتاوى (٦/ ٣٨٦)، وانظر: مختصر الصواعق (٢/ ١٩٤).
(٣) اجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٤٥).
(٤) انظر: الفتاوى (٦/ ٣٧٤ - ٤٩٦)، اجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٤٤ - ٥٢)، الكافية الشافية مع شرحها لهراس (٢/ ١٠٥)، مختصر الصواعق المرسلة (٢/ ١٨٨ - ٢٠٥)، مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (٣/ ٩٩ - ١ - ٢، ١١٦ - ١١٧).
(٥) انظر: مختصر الصواعق (٢/ ١٩٢).

<<  <   >  >>