للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو صرف لها عن ظاهرها المتبادر منها، وهو إثبات المحبة لله تعالى على ما بجلاله سبحانه، وهو قول باطل من وجوه:

١ - أن القول بذلك تأويل، والتأويل في نصوص الصفات بهذا المعنى باطل -كما سبق- (١).

٢ - أن المقتضي لهذا التأويل اعتقاد كون ظاهرها يستلزم التمثيل وهو باطل -كما سبق- (٢).

٣ - أن النصوص وردت بإثبات المحبة لله وأنه يُحِب ويُحَب، كما وردت بإثبات الود والخلة له سبحانه، ولم يرد في شيء منها تأويلها بالإرادة أو الإنعام؛ مما يدل على أن المراد بها حقيقتها (٣).

٤ - أن المحبة صفة كمال وضدها صفة نقص؛ وعليه فيلزم من نفي المحبة عنه اتصافه بضدها؛ إذ العلاقة بينهما علاقة سلب وإيجاب.

٥ - أنه يلزم "هؤلاء الذين ينفون أن الله يُحِب ويُحَب أن لا يبقى عندهم فرق بالنسبة إلى الله بين أوليائه وبين أعدائه، ولا بين الإيمان والكفر، ولا بين ما أمر به وما نهى عنه، ولا بين بيوته التى هى المساجد، وبين الحانات ومواضع الشرك" (٤).

٦ - أن تأويل ابن حجر المحبة بالإرادة والإنعام يلزمه فيه نظير ما فرّ منه، فإنه إنما تأول المحبة لزعمه أن ظاهرها يقتضي التمثيل، فيقال له: كذلك الإرادة والإنعام، فإنهما مما يتصف به المخلوق فإن كان إثباتهما لا يقتضي التمثيل فكذلك المحبة، وإن كان إثباتهما يقتضي ذلك لزم المحظور (٥).


(١) انظر: (ص ٢٩٧).
(٢) انظر: (ص ٢٩٣).
(٣) انظر: مدارج السالكين (٣/ ٢٧ - ٣٠)، روضة المحبين لابن القيم (ص ٢٢)، شرح الطحاوية لابن أبي العز (١/ ١٦٧).
(٤) منهاج السنة (٥/ ٣٢٥).
(٥) انظر: التدمرية (ص ٣١ - ٣٢)، الصواعق المرسلة (١/ ٢٣٤)، توضيح المقاصد لابن عيسى (٢/ ٤٧، ٥٩)، وشرح النونية لهراس (١/ ٣٠٢ - ٣١٥).

<<  <   >  >>