للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني عنه: "سعيد بن سويد الكلبي الشامي، روى عن العرباض بن سارية، وربما أدخل بينهما عبد الأعلى بن هلال ...

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: لم يصح حديثه، يعني الذي رواه معاوية عنه مرفوعًا: "إني عبد الله وخاتم النبيين في أم الكتاب، وآدم منجدل في طينته"، وخالفه ابن حبان والحاكم فصححاه ... " (١).

٢ - قوله - صلى الله عليه وسلم - جوابًا لمن سأله: متى كنت نبيًّا؟ : "وآدم بين الروح والجسد".

الحديث أخرجه الترمذي (٢)، والحاكم (٣)، وأبو نعيم (٤) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه" (٥).

والجواب عنهما: أن الحديثين لا يدلان على ما ذهب إليه ابن حجر من تقدم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على غيره من الأنبياء في الخلق والنبوة، وإنما غاية ما يدلان عليه أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب نبيًّا وآدم لم تنفخ فيه الروح بعد.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حينئذ موجودًا، وأن ذاته خلقت قبل الذوات ...

والمقصود هنا أن الله - سبحانه الله وتعالى- كتبه نبيًّا بعد خلق آدم وقبل نفخ الروح فيه.

وهو موافق لما أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود: "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك ... " (٦) إلى آخره، بين فيه خلق الجنين، وتنقله


(١) تعجيل المنفعة (١/ ٥٨٣ - ٥٨٤)، وانظر: التاريخ الكبير (٣/ ٤٧٦)، الجرح والتعديل (٤/ ٢٩)، الثقات (٦/ ٣٦١).
(٢) انظر: السنن، كتاب المناقب، باب في فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥/ ٥٤٥)، برقم (٣٦٠٩).
(٣) انظر: المستدرك (٢/ ٦٠٩).
(٤) انظر: الدلائل (١/ ٤٨).
(٥) السنن (٥/ ٥٤٦).
(٦) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (٢/ ٩٩٣) برقم (٣٢٠٨)، ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي (٤/ ٢٠٣٦) برقم (٢٦٤٣).

<<  <   >  >>