للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- أما حديث جابر - رضي الله عنه -: "إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره ... ".

فهو حديث باطل، ولم يخرجه أحد من أئمة الحديث، ومن القواعد المقررة التي يعرف بها وضع الحديث أن لا يتداوله المحدثون في كتبهم.

وعزو ابن حجر الحديث إلى عبد الرزاق باطل؛ إذ هو ليس في شيء من كتبه (١).

ب - وأما حديث: "كنت نورًا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام":

فلم أجد من أخرجه بهذا اللفظ، وقد عزاه العجلوني (٢) (٣) لابن القطان (٤) في أحكامه، وبعد البحث في المطبوع من كتبه لم أجده في شيء منها (٥).

وقد أخرج القطيعي (٦) في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد (٧)،


(١) انظر: تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور للشنقيطي، النور المحمدي لعداب الحمش (ص ٥٠)، ملحق عن قصيدة البردة لعبد الله الصديق الغماري بذيل كتاب البوصيري مادح الرسول - صلى الله عليه وسلم - للحمامصي (٧٥).
(٢) هو إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي العجلوني الدمشقي، أبو الفداء، من مؤلفاته: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، شرح الحديث المسلسل بالدمشقيين، الفيض الجاري شرح صحيح البخاري وغيرها، توفي سنة ١١٦٢ هـ، انظر: سلك الدرر (١/ ٢٥٩)، الأعلام (١/ ٣٢٥).
(٣) انظر: كشف الخفاء (١/ ٣١١).
(٤) هو علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى الفاسي، أبو الحسن، المشهور بابن القطان، من مؤلفاته: بيان الوهم والإبهام الواقعين في كتب الأحكام، النظر في أحكام النظر، رسالة في حديث عاشوراء، وغيرها، توفي: سنة ٦٢٨ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٠٦)، وشذرات الذهب (٥/ ١٢٨).
(٥) وهي بيان الوهم، والنظر في أحكام النظر.
(٦) هو أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك أبو بكر القطيعي، من كبار أئمة الحنابلة، سمع من عبد الله بن أحمد كتب أبيه، ورواها عنه، توفي سنة ٣٦٨ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢١٠)، شذرات الذهب (٣/ ٦٥).
(٧) انظر: فضائل الصحابة (٢/ ٦٦٢) رقم: (١١٣٠).

<<  <   >  >>