للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدلًا، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه في طول من قصته وأمره" (١).

وبيّن ابن حجر حقيقته وأنه من ولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأجاب عما ورد فيه من كونه من ولد عمه العباس أوهو عيسى ابن مريم نفسه، حيث قال: "هذه كلها لا تنافي ما تقرر أولًا من أنه من ذريته - صلى الله عليه وسلم - ومن ولد فاطمة؛ لأن أحاديثه أكثر وأصح ...

ويمكن الجمع بأنه لا مانع من أن يكون من ذريته - صلى الله عليه وسلم - وللعباس فيه ولادة من جهة أن في أمهاته عباسية ...

وفي حديث ... "لا مهدي إلا عيسى ابن مريم" (٢) على أنه ضعيف.

والذي في الأحاديث الثابتة التصريح بأنه من عترته من ولد فاطمة، فوجب تقديمها عليه" (٣).

وسئل عن مكان خروجه، فأجاب بقوله: "ثبت في أحاديث أنه يخرج من قبل المشرق، وأنه يبايع له بمكة بين الركن والمقام، ويسكن بيت المقدس" (٤).

وقرر "أن خروج المهدي قبل نزول عيسى عليه السلام ... وأما ما قيل إنه بعد


(١) القول المختصر (ص ٣٠)، وانظر: (ص ٨٥).
(٢) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب شدة الزمان (٢/ ١٣٤٠) برقم (٤٠٣٩)، والحاكم (٤/ ٤٤١)، والخطيب في تاريخه (٤/ ٢٢١) من طريق محمد بن خالد الجَنَدي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به.
والحديث بهذا الإسناد لا يصح؛ وذلك لعنعنة الحسن، وجهالة محمد بن خالد الجَنَدي، ووقوع الاختلاف في سنده بين الوصل والإرسال، وقد ضعفه بهذه العلل الذهبي في الميزان (٣/ ٥٣٥)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص ١٩٥)، والألباني في السلسة الضعيفة (١/ ١٧٥).
(٣) القول المختصر (ص ٢٩ - ٣٠)، وانظر: الصواعق المحرقة (٢/ ٤٧٢ - ٤٧٦).
(٤) الفتاوى الحديثية (ص ٢٥٠).

<<  <   >  >>