للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدنيا فكونه آمنًا محترمًا إنما هو قبل ذلك، على أن الحكم بالحرمة والأمن باق إلى يوم القيامة وكذا وجودهما بالفعل، لكن باعتبار أغلب أوقاته وإلا فكم وقع فيه من قتال وإخافة لأهله جاهلية وإسلامًا ... " (١).

التقويم:

خراب الكعبة - شرفها الله - أمر ثابت، وهو من أشراط الساعة التي لم تقع بعد (٢).

واختلف أهل العلم في وقت وقوعه:

فقيل: إنه زمن عيسى عليه السلام.

وقيل: إنه بعده وبعد هلاك يأجوج ومأجوج.

وقيل: إنه بعد خروج الدابة.

وقيل: إنه بعد الآيات كلها وقرب قيام الساعة حين ينقطع الحاج ولا يبقى في الأرض من يقول: الله الله (٣).

قال ابن كثير رحمه الله: "الكعبة يحجها الناس ويعتمرون بها بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم وطمأنينة الناس وكثرة أرزاقهم في زمان المسيح عليه السلام ثم يبعث الله ريحًا طيبة فيقبض بها روح كل مؤمن، ويتوفى نبي الله عيسى عليه السلام ويصلي عليه المسلمون، ويدفن بالحجرة النبوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يكون خراب الكعبة على يد ذي السويقتين بعد هذا، وإن كان ظهوره في زمن المسيح ... " (٤).

وبهذا يظهر - والله أعلم - أن القول الصحيح أن ظهور ذي السويقتين


(١) المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة (ص ٨٧ - ٩٠)، وانظر: فتح الإله بشرح المشكاة (ص ٣٢٥ - ٣٢٦)، القول المختصر (ص ١٠٤).
(٢) انظر: النهاية في الفتن والملاحم (١/ ٢٠٢)، القناعة (ص ٩٠)، الإشاعة (ص ٢٤٢)، إتحاف الجماعة (٣/ ٢١٠)، وللاستزادة: أشراط الساعة للوابل (ص ٢٣١).
(٣) انظر: النهاية (١/ ٢٠٢ - ٢٠٤)، القناعة (ص ٩٠)، الإشاعة (ص ٢٤٤)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٢٤).
(٤) النهاية في الفتن الملاحم (١/ ٢٠٤)، وانظر: الإذاعة (ص ٢٠٥).

<<  <   >  >>