للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحت لوائه فتقديمهم للشفاعة، وإجابة شفاعتهم إنما هو إجابة له - صلى الله عليه وسلم - فكل شيء تقع شفاعة النبيين فيه هو داخل تحت شفاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ومن شفع فيه من المؤمنين كذلك بطريق الأولى.

فهو - صلى الله عليه وسلم - شفيع الشفعاء لا تخرج شفاعة عن حيطة شفاعته، وإنما الشفعاء نوابه في الحقيقة، وقد تميز عن جميعهم بشفاعات ليظهر لا سيما في ذلك سؤدده الأعظم على الكل صلوات الله عليهم أجمعين" (١).

وقد ذكر بعض شفاعاته - صلى الله عليه وسلم - فقال: "له - صلى الله عليه وسلم - شفاعات غير العظمى:

كالشفاعة لمن يدخل من أمته الجنة بغير حساب، وهذه كالعظمى من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -.

ولعصاة أدخلتهم ذنوبهم النار فيخرجون، وإنكار المعتزلة لهذه من ضلالاتهم، كيف وقد صحت الأحاديث الكثيرة بها من غير معارض لها؟

ولقوم استحقوا دخولها فلم يدخلوها، قال النووي: ويجوز أن يَشْرَكه في هذه الأنبياء والعلماء والأولياء.

وفي قوم حبستهم الأوزار ليدخلوا الجنة.

ولبعض أهل الجنة في رفع درجاتهم فيعطى كل منهم ما يناسبه، قال: وهذه يجوز أن يَشْرَكه فيها من ذُكر أيضًا ...

ولفتح باب الجنة ...

ولقوم كفار سابق لهم خدمة له - صلى الله عليه وسلم - في تخفيف عذابهم" (٢).

التقويم:

الشفاعة لغة: خلاف الوتر.

قال ابن فارس: "الشين والفاء والعين، أصل صحيح يدل على مقارنة الشيئين، والشفع خلاف الوتر" (٣).


(١) الجوهر المنظم (ص ٥٩).
(٢) الدر المنضود (ص ١٦٩)، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص ١٧٢).
(٣) معجم مقاييس اللغة (ص ٥٣١).

<<  <   >  >>