للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما وزن الكفر بجميع الحسنات فهو على قول من يقول بشمول الوزن للكافر وأعماله، وقد سبق أن الراجح خلافه.

وقول ابن حجر بأن من الوزن وزن الإيمان مخالف لقول بعض أصحابه الأشاعرة في استثناء الإيمان من الوزن (١)؛ وذلك بناء على قولهم بأن الإيمان مجرد التصديق بالقلب، وأن العمل لا يدخل في مسمى الإيمان - كما سيأتي - (٢).

وقد حكى العلامة السفاريني قولهم هذا وعقب عليه بقوله: "وفيه نظر لا يخفى" (٣).

وأما ما ذكره ابن حجر عن المعتزلة من إنكار الميزان فيحتاج إلى تقييده ببعضهم؛ إذ إنكاره ليس مجمعًا عليه بينهم.

يقول القاضي عبد الجبار (٤): "أما وضع الموازين فقد صرح الله تعالى به في محكم كتابه، قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: ٤٧]، وقوله: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المؤمنون: ١٠٢] إلى غير ذلك من الآيات التي تتضمن هذا المعنى.


= برقم (٢٦٣٩)، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ما يرجى من رحمة الله (٢/ ١٤٣٧) برقم (٤٣٠٠)، وأحمد (١١/ ٥٧١) برقم (٦٩٩٤)، وعبد بن حميد في المنتخب (١/ ٣٠٢) برقم (٣٣٩)، وابن حبان (١/ ٤٦١) برقم (٢٢٥)، والبغوي في شرح السنة (١٥/ ١٣٣ - ١٣٤) برقم (٤٣٢١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٦، ٥٢٩) من طرق عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - به.
قال الترمذي: "حديث حسن غريب".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي.
وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه على المسند (١١/ ١٩٧)، والشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٢١٢).
(١) انظر: الحاوي (٢/ ١٩٧)، تحقيق البرهان (ص ٣٨).
(٢) انظر: (ص ٦٦٠).
(٣) لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٨٨).
(٤) هو عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني الشافعي، من كبار المعتزلة، له مصنفات كثيرة منها؛ المغني في أبواب العدل والتوحيد، الأصول الخمسة، متشابه القرآن، توفي سنة ٤١٥ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢٤٤)، شذرات الذهب (٣/ ٢٠٢).

<<  <   >  >>