للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأجاب بقوله: "قال جمع من أهل السنة إنها تحصل للمنافقين في الموقف، وجمع إنها تحصل للكافرين" (١).

التقويم:

رؤية الله تعالى في الموقف "تنازع الناس فيها ... بعد ثلاثمائة سنة من الهجرة، وأمسك عن الكلام في هذا قوم، وتكلم فيها آخرون، فاختلفوا على ثلاثة أقوال: " (٢).

"أحدها: أن الكفار لا يرون ربهم بحال، لا المظهر للكفر، ولا المسر له.

وهذا قول أكثر العلماء المتأخرين، وعليه يدل عموم كلام المتقدمين، وعليه جمهور أصحاب الإمام أحمد وغيرهم.

الثاني: أنه يراه من أظهر التوحيد من مؤمني هذه الأمة ومنافقيها وغبرات من أهل الكتاب، وذلك في عرصة القيامة، ثم يحتجب عن المنافقين فلا يرونه بعد ذلك.

وهذا قول أبي بكر بن خزيمة من أئمة أهل السنة، وقد ذكر القاضي أبو يعلى نحوه في حديث إتيانه سبحانه وتعالى لهم في الموقف الحديث المشهور (٣).

الثالث: أن الكفار يرونه رؤية تعريف وتعذيب -كاللص إذا رأى السلطان- ثم يحتجب عنهم، ليعظم عذابهم، ويشتد عقابهم، وهذا قول أبي الحسن بن سالم (٤) وأصحابه، وقول غيرهم ... " (٥).

والراجح -والله أعلم- القول الثالث، وهو رؤبة جميع أهل الموقف لله تعالى بحسب أعمالهم.


(١) الفتاوى الحديثية (ص ٢٨٦).
(٢) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٨٦).
(٣) انظر: إبطال التأويلات (٢/ ٢٩٠).
(٤) هو أحمد بن محمد بن سالم المخرمي البصري، رأس السالمية وشيخهم، توفي سنة ٣٢٧ هـ.
انظر: حلية الأولياء (١٠/ ٣٧٨)، سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢٧٢).
(٥) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٧٨ - ٤٨٨).

<<  <   >  >>