للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد القيس حيث فسر الإيمان بما فسر به الإسلام، وكما في حديث عمرو بن عبسة حيث فسر الإسلام بما فسر به الإيمان.

ففي حديث وفد عبد القيس قال - صلى الله عليه وسلم -: "آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ... " الحديث (١).

وفي حديث عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - قال: أي الإسلام أفضل؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان"، قال: وما الإيمان؟ قال: "تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت" (٢).

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: "اسم الإسلام والإيمان إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، فإذا قرن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه الآخر بانفراده ودل الآخر على الباقي، وقد صرح بهذا جماعة من الأئمة" (٣).

وعليه فما قرره ابن حجر رحمه الله من التفريق بين الإيمان والإسلام، ونقله عن الكثيرين في تحديد وجهه موافق لقول جمهور أهل العلم.

إلا أنه يؤخذ عليه أنه جعل تفسير الإيمان بالأعمال من إطلاقه على بعض متعلقاته لا من إطلاق بعضه على كله، وذلك مبني على قوله بأن الإيمان هو مجرد التصديق، وأن الأعمال غير داخلة في مسماه، وقد تقدم الرد عليه (٤).


(١) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان (١/ ٤١) برقم (٥٣)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - (١/ ٤٧ - ٤٨) برقم (١٧).
(٢) أخرجه عبد الرزاق (١١/ ١٢٧) برقم (٢٠١٠٧)، ومن طريقه أحمد (٢٨/ ٢٥١ - ٢٥٢) برقم (١٧٠٢٧)، وعبد بن حميد في المنتخب (١/ ٢٦٩) برقم (٣٠١) عن معمر بن راشد، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - به.
وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ٥٩) (٣/ ٢٠٧) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
(٣) جامع العلوم والحكم (١/ ١٠٦).
(٤) انظر: (ص ٦٦٥).

<<  <   >  >>