للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأباطيل وتفنيدها. فإما أن يكون ابن حجر قد سمع تلك المطاعن من بعض الكاذبين فصدقها - وهو المرجح عندنا - وإما أن يكون هو الذي افتجر ذلك عليه وهو ما لا نظنه في مثله، وإما أن يكون ذلك مدسوسًا على ابن حجر، وقد دس المفسدون كثيرًا في الكتب ... ومهما كان سبب تلك المطاعن فهي لا قيمة لها مع استفاضة كتب الرجل بخلافها، وقد طبع الكثير منها ولله الحمد ...

وكلام ابن حجر في ابن تيمية معارض بكلام من هو أعلم منه بالرجال وبما قيل فيهم كسميّه الحافظ ابن حجر العسقلاني (١) وهو شيخ شيوخه وأعلمهم بالرجال، فانظروا ماذا قال في ابن تيمية في كتابه طبقات الحفاظ وغيره من كتبه. وبمثل قوله فيه وثنائه عليه واعترافه له بمشيخة الإسلام قال: وأثنى واعترف أكابر الحفاظ في عصره وبعد عصره وشهدوا له بالاجتهاد المطلق.

وكتب ابن تيمية أكبر شهادة من كل أولئك العلماء على كون الرجل وصل إلى رتبة الاجتهاد المطلق، وقصارى ابن حجر أنه في رتبة المرجحين في فقه الشافعية" (٢).

٨ - العلامة محمد بن حسين بن سليمان الفقيه المالكي (٣) - رَحِمَهُ اللَّه - حيث قال: "وأما ما عوى به ابن حجر المكي في كتابه الجوهر المنظم، وشرحه لـ مناسك النووي، وكتابه الفتاوى الحديثية من التشنيع والحط على شيخ


(١) هو أحمد بن علي بن محمد بن حجر الكناني، العسقلاني، الشافعي، شهاب الدين، أبو الفضل، أحد أعلام المحدثين المتاخرين، من مؤلفاته: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تهذيب التهذيب، التلخيص الحبير، توفي سنة ٨٥٢ هـ.
انظر: الضوء اللامع (٢/ ٣٦)، شذرات الذهب (٧/ ٢٧٠).
(٢) فتاوى الإمام محمد رشيد رضا (٣/ ٨٢٤ - ٨٢٥).
(٣) هو محمد بن حسين بن سليمان بن إبراهيم الفقيه، سلفي مالكي، من مؤلفاته: الكشف المبدي لتمويه أبي الحسن السبكي تكملة الصارم المنكي، توفي سنة ١٣٥٥ هـ.
انظر: ترجمته أوائل كتابه الكشف المبدي (ص ١٩).

<<  <   >  >>