(١) وردت أخبار كثيرة في ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر على بطنه من الجوع، مع أن الله -تعالى- عرض عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل له بطحاء مكة ذهباً، أو الجبال ذهباً، وقال بموجب هذه الأخبار جمهور العلماء، وردها وضعفها بعضهم كابن حبان وتمسكوا بأحاديث الوصال في الصوم، وأنه - صلى الله عليه وسلم - يطعمه ربه ويسقيه. وقد أكثر الناس الرد عليه بما ورد في صحيحه من ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر على بطنه. والراجح مذهب الجمهور، ويمكن الجمع بأن الإطعام والسقيا في حال الوصال في الصوم، والجوع وربط الحجر على غير المواصلة. والله أعلم. انظر: صحيح البخاري (كتاب الصوم، باب الوصال) ٢/ ٥٨٣ الأحاديث رقم ١٩٦١، ١٩٦٢، ١٩٦٣، ١٩٦٤ وغيرها، والبداية والنهاية ٦/ ٥٤، وفتح الباري ٤/ ٢٦٠ - ٢٦١، ورفع الخفا شرح ذات الشفا، تأليف محمد بن الحاج الكردي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي وصابر الزيباري ٢/ ٧٨ - ٨١، الطبعة الأولى ١٤٠٧ هـ، الناشر دار عالم الكتب بيروت - لبنان. (٢) والصواب في هذه المسألة ما ذهب إليه الجمهور وابن مسعود، فإن ابن مسعود أعلم بقصة الجن من عبد الله بن عباس لأنه حضرها وحفظها، وابن عباس كان إذ ذاك طفلاً، لأن قصة الجن كانت قبل الهجرة، والله أعلم. انظر: دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني ٢/ ٣٦٥ - ٣٧٢، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٩/ ١ - ٤، وآكام المرجان في أحكام الجان لبدر الدين الشبيلي الحنفي ص ٥٥. (٣) الخلاف في حصول الرؤية للنبي - صلى الله عليه وسلم - بين الصحابة مشهور، والمأثور عن عائشة -رضي الله عنها- الإنكار الشديد على من قال بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه -جلّ وعلا- بعينه، وتابعها بعض الصحابة كابن مسعود، وجاء عن ابن عباس في بعض الروايات التصريح بالرؤية مطلقاً وفي الأخرى التقيد بالرؤية القلبية. قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٦/ ٥٠٩: وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك. أ. هـ. وقال =