من الممالك المجاورة له، وعدد ذلك ثلاثمائة وخمسة وستّون رأسا، وإنّما أرادوا عدد أيّام السنة، وهي جارية إلى الآن، وللأمير بمصر عدد ولعامله بأسوان عدد وللحاكم بها عدد يبلغ نحو الثمانين رأسا.
٥٢٧ بلد أسوان أهله العرب من قحطان وربيعة ومضر وقريش ناقلة من الحجاز، وهو بلد خصيب كثير النخل، توضع النّواة في تربته فتنبت نخلة تثمر لسنتين تمرا، وبلاد البصرة وغيرها لا تغرس النخل فيها إلّا في الفسيل وما يخرج من النواة فليس يثمر. ولأهل أسوان في بلاد مريس من أرض النوبة ضياع كثيرة ابتاعوها منهم في زمن بني أميّة يؤدّون خراجها إلى ملك النوبة.
٥٢٨ وقال مجاهد: كان لقمان عبدا أسود ذا مشافر. ومن النوبة النساء المعروفات بالمقوّرات لا يقدر أحد على افتضاض أبكارهنّ ولا مباشرتهنّ حتّى تفتق القوابل عن قبلهنّ بقدر ما يحتاج الوطء، وهنّ أطيب النساء خلوة، فإذا حملت المرأة منهنّ وقرب الوضع زادت القوابل (في شقّ)«١» ذلك المكان، فإذا وضعت عادت «٢» تلك الزيادة بالأدوية حتّى تلتئم. أخبرني بذلك جماعة من الثقات عن جماعة من النساء المجاورات لمكّة، أنّهنّ رأين ذلك وشاهدنه. ومملكة الزغاوة تحاذي مملكة النوبة على ضفّة النيل الثانية.
٥٢٩ وأمّا البجاة فإنّها نزلت بين بحر القلزم ونيل مصر وتشعّبوا فرقا وملّكوا عليهم ملوكا، وتتّصل سراياهم على النجب «٣» ببلاد النوبة فيغيرون ويسبون،