له حركة «١» ، فخرجوا «٢» وعرّفوه الحال وجراه ذلك على طلب مخاب كثيرة.
٨٩٨ ووجد المأمون طول كلّ هرم من الهرمين الكبيرين أربعمائة ذراع بالمالكي وكذلك عرض كلّ حائط من حيطانها. ويقال إنّه ليس على وجه الأرض أرفع بناء من هذين الهرمين وهما غربي وسيم «٣» ولا في العالم حجر موضوع على حجر أعلى منهما. ويقال إنّ عمقهما في الأرض مثل ارتفاعهما فوق الأرض. وذكر أنّ أبواب هذه الأهرام لا تفتح إلّا بكلام وقرابين وبخورات، والصابئة تحجّ إليها «٤» من حرّان.
٨٩٩ وفي مصحف هرقل «٥» - وكان تأريخه لستّمائة سنة من الطوفان- أنّ سوريد ملك مصر نظر في النجوم، فرأى أنّ حادثة من السماء تكون مضرّة بالعالم، فأمر ببناء أعلام تكون نواويس لحفظ «٦» أجساد الملوك، وكتب «٧» على تلك الأعلام أسماءهم وتواريخهم وكثر فيها من فاخر الجوهر والصنعة وطرائف الحكمة، ومن التماثيل والذهب الملوّن والتيجان الفاخرة ما يستدلّ به على عظم «٨» ملكهم، وجعل على ذلك طلسمات تمنع منها إلى أوقات معلومة تكون ذخيرة لهم. ووضع أساسها في وقت السعادة وجعل في «٩» أساس كلّ علم منها صنما وكتب «١٠» في صدورها «١١» دفع المضارّ والآفات عنها، وفي يد كلّ صنم منها كالبوق، وهو واضعه في فيه، وفي وسط كلّ علم منها مسارات